اتسائل هل فعلاً في مجتمعاتنا الأغلب عندها سيطرة الفضول، بل لا يكاد يوجد فيها حدود للحياة الخاصة للأفراد، لدرجة يكاد يبدو فيها الفرد صفحة مفتوحة للآخرين، بما في ذلك أخباره وخصوصياته، فلا احترام لبيوت الله ولا إحترام للحياة الخاصة. ونسي قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
في مقالي هذا أحببت أُشير إلى بعض السلوكيات والتصرفات الخاطئة التي تحدث في مساجدنا وبشكل متكرر، ربما أن بعضها يحدث عن جهل أو بشكل عفوي، وربما بعضهم يتعمد ذلك الفعل؛ فإنما أهدف من ذلك إلى تشخيص وضع قائم لا يليق أن يحدث في مساجدنا التي يجب أن تلقى رعايتنا وعنايتنا، كي نعمل جميعا، وقد اتضحت لنا، إلى نشر الوعي المجتمعي عند الناس، بالقدر الذي يمكن لنا أن نسهم من خلاله في دفع أصحاب تلك السلوكيات للتخلص منها، أو على الأقل التخفيف منها، لأنها ملاحظة في كل مساجدنا تقريبا، وتبدو لبعض الناس مزعجة، وقد تفسد على بعضنا متعة الحضور للمساجد التي يجب أن يسودها الخشوع والنظافة والهدوء، فتلك التصرفات إذا لم تجد من يعمل على الحد منها ووقفها فقد تدفع البعض إلى هجران المسجد والتنقل لأخر بسبب كثرة التدخلات.
فأقول من المعروف أن مسؤولية الإمام عن المسجد ليست محل جدل، وأن محبة الناس لإمامهم الكفء صاحب السيرة الحميدة والخلق الحسن، مبنية على ثقتهم به وعظم مكانته عندهم، ومن ثمرات ذلك تأثير الإمام في المأمومين واستماعهم لتوجيهاته، وانشراح صدورهم لما يقوله أو يريده منهم، إلا ان التدخل في مسؤوليات إمام الجامع،من قبل بعض المصلين،وهناك بشر من الفضوليين المتطفلين الذين لا يهنألهم بال إلا النكد على الناس والعحب كل العجب ينسب فعله هذا باسم فعل الخير، وهم يجلبون ضيق الصدر والحزن للآخرين، وهذه العينة هي التي تشغل الإمام والمؤذن في المساجد بأشياء كثيرة بدءًا من موعد الإقامة ومدة الصلاة، ومنهم من يقيم الصلاة على مَزاجه والامام موجود وإن تأخر دقيقة قامت الدنيا ولم تقعد اين الأدب وإحترام الخصوصية، وبعضهم يبحث عن الريموت لاجل التكييف، وكم من مصلي ابتعد عن مسجدهم بسبب المشاكل، وكم من شخص ترك مجالس زملائه أو أهله بسبب هذه العينات التي تتدخل في الخصوصيات ولا تراعي الخصوصيه، وتعديها على الناس، ولا تتوقف عن التدخل فيما لا يعنيها رغم تكرار النصح لهم ولكن اسأل الله الهداية لهم بعدم تدخلهم في شؤون المساجد وغيرها.