المتابع لأعمال وأنشطة وزارة الحج والعمرة منذ نهاية موسم حج العام الماضي 1443 هــ يلحظ حرصها على قراءة وتحليل كافة تقارير الأداء ، والتعرف على الإيجابيات المحققة والسلبيات المسجلة ، وعدم النظر لكلمات الشكر والثناء التي يطلقها البعض من باب المجاملة ، وخلال موسم حج العام الماضي ارتفعت شكوى الكثير من المواطنين والمقيمين من أسعار باقات الحج مما شكل عائقا أمامهم لأداء فريضة الحج ، فعملت الوزارة على دراسة وتحليل الباقات واسعارها ومناقشتها سواء مع المجلس التنسيقي لخدمات حجاج الداخل ، أو أصحاب مؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل ، وتم التوصل للكثير من الحلول التي تمكن المواطنين والمقيمين من أداء فريضتهم بيسر وسهولة وخدمات عالية الجودة ووفق امكانياتهم المالية ، كما تمنح أصحاب المؤسسات والشركات الفرصة للعمل بجد واجتهاد والكسب المعقول .
ومن خلال الحوار المفتوح والشفافية والوضوح التي انتهجتها الوزارة مؤخرا جاءت الأسعار الحالية لتكون مناسبة لكافة الفئات ، وبهذه الباقات وخدماتها وأسعارها يكون الخيار أمام المواطن والمقيم في اختيار الباقة التي تتناسب وقدراته المالية ، وتمنح مؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل الفرصة لتقديم خدماتهم بالشكل الذي يتوافق وسعر الباقة .
وفتح تطبيق «نسك» nusuk.sa للهواتف الذكية ، المجال أمام الجميع لاستعراض جميع خيارات باقات الحج ومميزاتها، واختيار الباقة المناسبة، وإتمام عمليات الدفع إلكترونيًا ضمن إجراءات إلكترونية سهلة وميسرة متاحة على مدار الساعة.
وإن كانت الوزارة قد شددت على أن يكون التعاقد على الخدمات المتعلقة بالحج وتقديمها من خلال الشركات والمؤسسات المُرخص لها من قِبل الوزارة بخدمة الحجاج والمدرجة في موقع الوزارة، فإنه وجهت رسالة تحذير قد لا يقع الراغب في الحج في مصيدة حملة أو شركة غير مرخص لها ، فتذهب أحلامه وأمنياته ، وتضيع حقوقه المالية .
وإن كانت إحصائية حج العام الماضي أوضحت أن عدد حجاج الداخل بلغ نحو (119,434) حاجًّا من مواطنين ومقيمين ، فإن ما وضعته وزارة الحج والعمرة من إجراءات ، وما حددته من أسعار يفتح المجال أمام الكثير من راغبي الحج لأداء فريضتهم في ظل تعدد الباقات وانخفاض الأسعار ، وما أتتوقعه أن يرتفع عدد حجاج الداخل إلى قرابة المليون حاج .
وقبل الختام أقول إن ما قدمته وزارة الحج والعمرة خلال العاميين الماضيين يفوق ما قدم خلال الخمس سنوات الأخيرة ، فقد خرجت عن أسلوب الطرح والتنفيذ ، إلى أسلوب النقاش والتطوير ، وهذا ما برز مؤخرا في إطلاق منصة " نسك " التي تتيح الخيار للمعتمر والزائر والحاج للتخطيط والحجز وعيش تجربة العمرة أو الزيارة أو الحج ، وتتيح للقادمين من جميع أنحاء العالم تنظيم وتخطيط برامجهم وبلغاتهم ، فالمنصة أطلقت بالعديد من لغات الحجاج والمعتمرين .