ينادي البعض ويحذر بعدم فتح جوالات المتوفين من قبل ذويهم واعتبارها أسرار لا يجوز الاطلاع عليها وكشفها بل ووصل في وصفهم حد التجريم ، ووجدوا من يعزز لهم هذا التحذير او النصح وهناك من خاف وطبق ذلك على فقيده المتوفي ولا يعلم انه بذلك الفعل قد يكون علق حقوقًا في الذمة إما مالية أو معنوية نتيجة خلاف .. ونحن ننادي بفتح جوالاتهم في الأيام الأولى لوفاتهم بشرط أن يتولى فتحه وتفحصه من هو ثقة للستر في العائلة وإن تعذر وجوده الثقةفي العائلة فلا مانع أن يتولى ذلك أحدًا من أهل الصلاح ، لأن هناك أسرار وأمور في الذمم قد تكون معلقة بين المتوفي وبين الآخرين ، بالذات في حالة الموت المفاجئ ولابد من الوفاء بهذه الحقوق سواء كانت له أو عليه ، وخاصة اذا كانت أمور مالية في ذمته ، فإذا كان على الميت دين فإنه يجب المبادرة والإسراع لسداد دينه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ)
واذا تحمل أحد ذويه أو معارفه عنه دينه فقد سقط عنه وبرأت ذمته
لذلك نجد البعض في المقابر وقد شهدنا ذلك قبل الدفن او بعده ينادي في الحضور المشيعين :
( يا أخوان من له دين عند فلان فنحن له سدادين بإذن الله وان عليه دين فالوفاء به حق لورثته )
وهكذا في الحقوق المعنوية فقد يتم اكتشاف خلاف بينه وبين آخرين لم يظهره الفقيد في حياته ، فيسعوا أهل الخير لتطييب النفوس وطلب السماح له لوجه لله تعالى
ولنا فيما ذكرت أمثله حيّه واقعية عاصرتها بنفسي عندما فقدنا بعض المعارف رحمهم الله وكان لما احتوته جوالاتهم دليل لطبيعية علاقاتهم بالآخرين سواء المالية أوالمعنوية ومنها :
- أننا وجدنا احدهم كان متزوجًا سراً من أجنبية وله ابناء لم يوثق زواجه ولا ولادة أبناءه خشية من اكتشاف امره
- ووجدنا مبالغ متفرقة كان قد استلفها أحدهم لتزويج ابنه دون توثيقها لمستحقيها لأنها بسيطة وعلاقتهم كبيرة
- ووجدنا لأحد العقاريين دلالة سعي كبيرة مستحقة وموثقة في ذمة آخرين أثر بيعة
- ووجدنا خلاف شخصي لفقيد مع مديره السابق وأنتهى بالقطيعة نتيجة منافسة ترقية وأداء عمل وثبتت مميزته والاضرار بمديره حيلة بالتعاون مع آخرين في حوارات واتس
وهناك أمثلة كُثر ومؤكد أن لديكم أمثلة منوعة مثلي فالحياة لا تخلو من حُسن وسوء التعاملات بين الناس ، فمن رحلوا وافضوا إلى ربهم كانوا بيننا أحياء يتنفسون ويأكلون ويشربون ويضحكون ويلعبون ويطمحون وينافسون ويحرضون ويؤذون ويتأذون ويتآمرون ويتسلفون ويسلفون و و و ولكن حانت ساعتهم فرحلوا للأبد وتوقف كل شي مارسوه ، فهم بين فطن ومفرط
قال تعالى : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾.
ونحن بفضل الله وحمده مازالنا أحياء نستحضر مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله الشهيرة : (كفى بالموت واعظًا) فنعمل على أنفسنا ونجهز لما بعد مماتنا ونجعل ما في اجهزتنا شاهدًا لنا لا علينا لنُحّسن الرحيل ونحن أبرياء الذمم
اللهم اغفر للموتانا وموتى المسلمين وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، وافسح لهم في قبورهم مدّ بصرهم، وافرش قبورهم من فراش الجنّة.
مستشار إجتماعي