الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾]سورةالانعام:153[ .لم يخل زمن أو عهد أو حقبة تاريخ المسلمين من وجود جماعات وتنظيمات وفرق وأحزاب ، وهي عامل مؤثر على المسلمين وزعزعة أمنهم وهذه الحركات الإسلامية تختلف فيما بينها ويرجع اختلافها إلى عدة أسباب .والمراد بأسباب الاختلاف بين الحركات الإسلامية المعاصرة : أي الوسائل التي أدت إلى مغايرة هذه الحركات الإسلامية مع نفسها ومع الحركات الأخرى، ولأن الحق واضح وبيّن فلا خلاف بين أهل الحق فنجد أهل السنة والجماعة كلمتهم واحدة وصفهم واحد ومقصدهم واحد إلى يومنا هذا، أما التخبط الواقع بين الحركات الإسلامية المعاصرة لاشك أن هذا دليل ضلالهم فكل ضل في طريق وذلك لانحرافهم عن منهج السلف الصالح الذي أمرنا الله عز وجل باتباعه فهماً وعملاً فيرجع الاختلاف بين هذه الحركات الإسلامية المعاصرة إلى عدة أسباب منها ترك العمل بالكتاب والسنة والله عز وجل أمرنا بالالتزام بهما قال الله تعالى : ﴿ واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]. "أي بعهد الله فهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم فمن أهم وأبرز أسباب الاختلاف بين الحركات الإسلامية ترك العمل بالكتاب والسنة ، لان ترك العمل بها يترتب عليه مفاسد عظيمة ثانياً اتباع المتشابه والميل لتحقيق الشهوات وهذا من أسباب ضلال الأمم السابقة وهذه طريقة أهل الزيغ والأهواء كما قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران:7-9] ثالثاً الغلو والتشدد في الدين قال الله تعالى : ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ [النساء:171] ولما سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن الغلو في الدين قال ((فإنَّ هذا الدين- ولله الحمد- دين السماحة واليُسر قال تعالى :﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ فهو وسطٌ واعتدال بين الغلّوِ وبين التساهل، فلا إفراط ولا تفريط رابعاً الجهل بالدين الإسلامي ذم الله - عز وجل - الجهل وحذر منه في آيات كثيرة قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [ النمل: 55] وهذه الحركات كلها مبنية على الجهل لهذا السبب هي مختلفة فيما بينها . خامساً اعتقاد البعض أنهم جماعة المسلمين التي أمرنا بلزومها قال الله تعالى : ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ ] سورة الروم :31[ سادساً التعصب الممقوت والله عز وجل ذم التعصب في آيات كثيرة منها قوله تعالى : ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ ] سورة الفتح : 26[ سابعاً اختلافهم في الأهداف فمنها ما ظهرت كردة فعل للظروف السياسية السيئة التي عمت العالم الإسلامي فهناك حركات ظهرت نتيجة الاستعمار ومن الحركات ما كانت نتيجة مقاومة الاعتداء الخارجي وغيرها من الأهداف.