النظم الاقتصادية هي الأحكام والقواعد التي تنظم كسب المال وإنفاقه وأوجه تنميته فالنظام الاقتصادي بصفة عامة نشأ مع نشأة الإنسان لأن هدف الإنسان أن يحيا حياة كريمة فبغريزته يبحث عن احتياجاته الأساسية ويحاول أن يهيئ له بيئة مناسبة تفي باحتياجاته، ومن المعلوم أن الأنظمة الاقتصادية السائدة في العالم ثلاثة وهي النظام الإسلامي والنظام الرأس مالي والنظام الاشتراكي، فتعددت النظم الاقتصادية لحل المشاكل الاقتصادية المختلفة وتنوعت ما بين أنظمة تقيد السوق وأنظمة تعطيه حرية كاملة وذلك بحسب ظروف وأحداث كل دولة، ومن المعلوم أنه لا يعلى على النظام الإسلامي كونه إلهي المصدر خالي من الخطأ فسبحانه عز وجل الذي وضح بالشرع كل ما يتعلق بمصلحة الإنسان وغيره فالدين الإسلامي جاء شامل وصالح لكل مكان وزمان واشتمل على جميع جوانب الحياة قال تعالى : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء[ ،وكانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أنموذجاً حياً لتطبيق هذا التشريع الذي استمر على نهجه المسلمين إلى وقتنا المعاصر، وموقف الإسلام من أصناف النظم الاقتصادية البشرية واضح فلا شك أن النظام الإسلامي اتصف بالشمول والكمال كونه من تشريع الله عز وجل فتعامل النظام الإسلامي مع الأنظمة الوضعية بما يتوافق مع الشرع لأن هذه الأنظمة من الطبيعي أنها تسعى للإصلاح والتطوير فمن ناحية التشريع فالأنظمة الاقتصادية الوضعية هي من صنع البشر فيحكمها مجموعة من المبادئ والأسس التي تعتمد على العقل البشري فهي غير ثابته وغير مستقرة بل دائمة التغيير والتبديل وتتأثر بالتغيرات المحيطة بعكس النظام الإسلامي فقواعده وأسسه مستنبطة من الشرع فتتسم بالثبات والعالمية لأنها ربانية المصدر ، ومن حيث الوسائل نجد أن جميع الأنظمة الإسلامية والوضعية تسلك عدة وسائل وطرق لتحقيق أهدافها ولابد من التنويه على أن النظام الاقتصادي الإسلامي يسلك السبل المشروعة فقط التي يترتب عليها مصلحة للفرد والمجتمع ويحافظ على حق الجميع فلا ضرر ولا إضرار، وأما من ناحية الهدف فيهدف النظام الإسلامي إلى تحقيق المصلحة العامة والنفع المادي وإعمار الأرض وتهيئتها للعيش الإنساني أما النظم الاقتصادية الوضعية فهدفها الأساسي هو النفع المادي فقط ونتج عن ذلك منافسة طاحنة بقصد السيطرة والهيمنة الاقتصادية، فنلاحظ أن النظام الرأس مالي ينظر إلى الفرد على أنه محور الوجود فيقدم مصلحته على مصلحة الجماعة، والنظام الاشتراكي على العكس من النظام الرأس مالي يقدم مصلحة الجماعة على الفرد وترتب على ذلك إلغاء الملكية الفردية واستبدلت بالملكية العامة مما أدى إلى تصادم الفطرة الإنسانية، أما الاقتصاد الإسلامي يوازن بين مصلحة الفرد والمجتمع فلا يلغي أياً منهما ، فالنظام الإسلامي يقوم على عدة مبادئ ومقومات فهو يقوم على تحريم الربا والاحتكار وتحريم كافة المعاملات التي تؤدي إلى الغبن وأكل المال بالباطل بينما الأنظمة الوضعية تتعامل بالربا مما يترتب عليه خلل في المعاملات الاقتصادية.
فنلاحظ مما سبق أن النظام الاقتصادي الإسلامي يحكمه قواعد وقيود لا تتعارض مع مقاصد الشريعة التي جاءت بحفظ الضرورات الخمس وتحقيق الإشباع الروحي والمادي والموازنة بينهم ومما لا شك فيه أن هناك تعامل بين النظام الإسلامي والأنظمة الوضعية ويكون التعامل معهم بما لا يخالف الشريعة الإسلامية وما زالت الأنظمة الوضعية في طور الإصلاح والتجديد لتتلائم مع الطبيعة البشرية.
- 01/05/2024 كرسي أرامكو للسلامة المرورية يطلق دورة تدقيق سلامة الطرق بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
- 30/04/2024 الوزير الفضلي يشهد توقيع (10) اتفاقيات لتطوير استخدامات المياه المجدّدة ودعم الحلول التقنية والابتكار واستدامة الإنتاج الزراعي بالمملكة
- 28/04/2024 وزارة الرياضة تشارك في واحة الإعلام بالتزامن مع استضافة المملكة لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي
- 24/04/2024 توقعات ان يصل سوق الولاء في المملكة الى أكثر من 1.6 مليار دولار خلال اربع سنوات
- 24/04/2024 140.7 مليون دولار أمريكي إجمالي التكاليف الاستثمارية لشركات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في المملكة المغربية
- 23/04/2024 نادي محايل الرياضي وبلدية المحافظة يوقعان عقد شراكة
- 23/04/2024 بتنافس أكثر من 270 مشاركًا.. وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقيم الحفل الختامي لجائزة الإبداع في نسختها الثانية.. والجاسر يكرم الفائزين
- 21/04/2024 ” الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل
- 21/04/2024 مسعود رد الجميل … عرفانًا بحقوق كبار السن بتوجيهات الرئيس وتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه من صندوق “تحيا مصر” لدعم صندوق كبار السن
- 21/04/2024 “العسومي” يستنكر مواقف العار المخزية للحكومات الغربية تجاه جرائم الاحتلال في فلسطين ويطالب بإصلاح مواثيق عمل المنظمات الدولية*
بقلم : حسناء بنت سامي الأحمدي
الاقتصاد الإسلامي وموقفه من الأنظمة الاقتصادية الوضعية
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/284472.html/