أهل أول قالوا: تعرف فلان؟
قال: أعرفه
سألوه: عاشرته؟
قال: لا
قالوا: إذًا لا تعرفه
نستنتج من هنا أن الحكم على فلان أو علّان لابد أن يكون مبني على خبرة سابقة، مرّت على صفيح التجارب، وانتهت في مواقد العقبات والخلافات حتى صُقِلت وخرجت بِحكّم أقرب إلى الحقيقة.
هذه ليست المشكلة..
المشكلة أنك تعرف فلان، وعاشرته، وسافرت معه، ومررت برفقته بحفنة من المواقف والمحكّات، ومضت آثار الشيب تخطّ على رأسيكما سبيلاً ثم لا تعرفه!!
أقصد أنك لا تنصفه..
تظلمه بحكمٍ جائر، تحكم عليه بِخُلُقٍ لا يأتي به؛ لا تسأل حتى عن الأسباب؛ وليس هذا من حسن العشرة.
المصطفى عليه السلام يقول: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"
ابحث عن الأسباب.. راجع الشواهد.. حكّم المنطق.. كيف لفلان هذا أن يصدر منه فِعْلٌ يشبه الفعل الذي أتى به.. ليس من صفاته!
إذًا هناك مثير شرس، ومحفز أثار صبره وحفيظته لأن شيمه فضيلة، وأخلاقه نبيلة يستحيل معها أن يكون هو..
ما الذي حصل؟
ماذا حدث لفلان حتى أخرجوا أسوأ مافيه؟
شذى عزوز
سيدة الميزان