سررت اليوم كثيرا وسط غبار المخاطر الذي يلف المنطقة لتصريح الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي عن رؤية المملكة العربية السعودية في العمل على انخراط اليمن في مجلس التعاون الخليجي.
هذه وصفة علاج قد تاخرت كثيرا بسبب تباين وجهات النظر بين دول الخليج حول انضمام اليمن سابقا لعضوية المجلس فمنهم من قال ان البلد تحتاج الى تاهيل بنى اقتصادية وحكومية ومنهم قال ان الامر يحتاج الى زمن حتى انتهى الموضوع باشراك اليمن في دورات كاس الخليج العربي لكرة القدم!.
حقيقة انا كمتابع وخبير في الشان اليمني وامضيت عدة سنوات في هذا البلد العربي الأصيل ادرك جيدا ان الحرب ستنتهي يوما بهزيمة مشروع الحوثي الكهنوتي والعنصري مثلما انتهت ظواهر وحركات عديدة مرت في التاريخ كظاهرة الحشاشين والقرامطة وسواهما من الحركات المشبوهة ولكن يبق السؤال ما الذي اعددناه اليوم لليمن في اليوم التالي لانتهاء الحرب؟
هذه مسؤولية دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بان تعطي املا للشعب اليمني من ان هناك مستقبلا جيدا ينتظر هذا البلد المنكوب باغرب حرب في التاريخ الحديث فلاول مرة تجري حرب بين دول ذات سيادة من جهة لانقاذ سيادة بلد من عصابة اجرامية من جهة أخرى.. ولذلك فاليمن لا يمكن ان تكون هي نفسها كما كانت قبل الحرب.
فالبلد تعرض لزلزال سياسي وهزات ارتدادية وصراع داخلي لن يتوقف من دون ان تكون هناك استراتيجية حقيقية ترتكز الى رؤية واقعية بعيدا عن الشعارات تتسم بالحزم والمثابرة والعمل الجاد للشروع في ادماج اليمن فورا ضمن منظومة الامن الخليجي ومجلس التعاون وفق خطوات مترابطة وسريعة تضع اليمن البلد الذي يشكل عمقا استراتيجيا للخليج ومخزنا للرجال الشجعان على جغرافية الخليج وهو كذلك يشكل امتداد للجزيرة العربية.
اوربا بذلت جهدا كبيرا لتطوير هياكل اقتصاد اسبانيا وانفقت عشرات المليارات وادمجت اسبانيا في الاتحاد الأوروبي بدون ان تضع وصفات عقيمة. منطقتنا محاطة باخطار شتى ليس أولها المشروع الايراني واتذكر نقاش لي مع سياسي عربي متعاطف مع شعارات طهران ولما اقنعته بالدليل خطورة المشروع الصفوي على امننا القومي واطماع نظام ولاية الفقيه في بلداننا العربية وهو الهدف الوحيد لايران، قال يا اخي لنعترف ان ايران لديها مشروع فاين مشروعكم العربي؟فمشروعنا العربي اليوم يجب ان ينطلق من النقطة التي اكد عليها الامير خالد بن سلمان ان نرى قرييا اليمن سابع اعضاء مجلس التعاون الخليجي فادماجه في هذا المنتظم الاقليمي يشكل ركيزة أساسية لامن المملكة والخليج العربي... ولا بد من صنعاء وان طال السفر.
.
.
.
.
.
* كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب واستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية