كدت أن أقع في فخّ التكذيب لولا أني تذكرت..
غَمِطَتْ شفتاي؛ وزُمّتْ عندما رَجَعْتُ قليلاً بذاكرتي نحو سنوات لم تكن بالبعيدة،
لم أكن أقبل بتوثيق اللحظات لأني كنت أجهل كيف أبتسم، حقيقةً لا أعلم كيف؛ وما هي الطريقة السليمة لذلك دون أن تبرز الثنايا وتتصدر الموقف.
كدت أن أنتقد الأشخاص في الصور "لمَ لا يبتسمون" لكني تريثت حين تذكرت؛ الملامح الصامتة، الوجوه الواجمة، الأعين المرتخية جرًاء الحزن والتعب تبدو جليّة وواضحة، جهل الأشخاص بالكيفية مؤلم، والقادر فيهم على مطّ شفتيه يقال أن ابتسامته حزينة.
ربما لم يخبرهم أحدٌ في يوم أن ابتسامتهم جميلة، ليس لجمالها أعني؛ إنما تمدد العضلات والسعادة البادية، وبروز التجاعيد حول العينين، والأنفاس المتعمقة أثناء ذلك.
أوليس إذا اشتكى عضوٌ تآزرت معه سائر الجسد!!
حتمًا يجهلون ذلك.. لا يعلمون أن ابتسامتهم ستقف سندًا لكل ذلك ويتعافى من أوجاع وأسقام عجز الطب عن علاجها.
أعتقد أن شخصًا سَخِر منهم مرّة فامتنعوا عن الابتسام، أضحت تُخْجِلهم شفاههم فتصحّرت على مرّ السنوات، وإذا ما حاولوا تتشقق وتنزف وجعًا.
لعل أسنانهم جميلة فعلاً لكن الأسف أنهم لم يلتقوا أبدًا بمتذوقي الفن؛ فن الابتسام، فن الغوص في الأعماق لاكتشاف اللآلئ المخبئة في أصدافها، فن الضحك، فن الرسم على الوجوه لصنع البهجة والفرح.. فن إلقاء الكلمات الرنانة التي يُصْنَع بها الأشخاص.
تبسم يا عزيزي/تي واستمتع.. أما أخبرك أحدٌ أنك تملك ابتسامة جميلة.
شذى عزوز
سيدة_الميزان