مَنْ لِيْ سِوَاكِ مُرَتِّبًا أَجْزَائِيْ؟!
إِنِيْ جَهِلْتُ الكُلَّ فِيْ أَعْضَائِيْ
لَوْلَاكِ، مَا اعْتَرَفَتْ دِمَائِيْ بِيْ، وَلَا
عَرَجَتْ عَلَى صَوْتِيْ حُقُوْلُ جَلَاءِ
بِكِ أَسْتَعِيدُ مَلَامِحًا مَفْقَوْدَةً
وَتَعَوْدُ مِنْ سِرْدَابِهَا أَرْجَائِيْ
وَأَظَلَّ أَنْزِعُ مِنْ جُفُوْنِيْ شَوْكَهَا
لَمَّا اكْتَحَلْتُ بِرَفَّةِ الأَنْوَاءِ
فَالغَيْمُ إِذْ أَلْقَاكِ أَطْفَأَ غُرْبَتِيْ
والدِّفْءُ إِذْ تَأْوِيْنَ شَدَّ بَقَائِيْ
يَا أَلْطَفَ الإصْغَاءِ، هَمْسَةُ جَدْوَلِيْ
تَأْتِيْكِ مِنْ صَلْدٍ جَرَى بِرَوَاءِ
لَا تَبْتَلِيْ قَلَقِيْ بِمَنْهَجِ ثَوْرَةٍ
لَا وَجْهَ لِلْحَسْنَاءِ فِي الظَّلْمَاءِ
فَأَنَا عَلَى كَفَّيْكِ طُفْلُ بَرَاءَةٍ
وَإِذَا اكْتَوَى، فَشَرَاسَةُ الأَبْنَاءِ
مِنْ بَابِكِ الأَقْصَى خَرَجْتُ، فَلَمْ أَجَدْ
قَلْبِيْ سِوَى أَنْ أَسْتَدِيْرَ وَرَائِيْ
فَكَتَبْتُ عِنْدَ البَابِ مَعْنًى نَاقِصًا
لَمْ يَبْتَكِرْ فَحْوَاهُ غُيْرُ نِدَائِيْ
فَإِذَا بِوَجْدِكِ مُكْمُلٌ مَا سَطَّرَتْ
إِطْرَاقَتِيْ عَنْ تَمْتَمَاتِ رَجَاءِ
أَنَا أَنْتِ، أَنْتَ أَنَا؛ فَمَنْ مِنْ بَيْنِنَا
سَيَعُوْدُ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي الأَحْشَاءِ؟!
وَاسْتَسْلَمَتْ نَظَرَاتُنَا فِي لَهْفَةٍ
شَدَّتْ عَلَى النِّصْفَيْنِ حَبْلَ وَفَاءِ
لَكِ فِيَّ مَا لِيْ فِيْكِ مِنْ وَجَعٍ؛ فَلَنْ
يَسْعَى طَبِيْبُ العُذْرِ بَعْدَ شِفَاءِ
الحُبُّ مَغْفِرَةٌ بِطَبْعِ مَشَاعِرٍ
وَطَبِيْعَةُ الإِنْسَانِ فِي الأَخْطَاءِ