لا أدري من أقنع قطاع من الناس أن الكآبة لها علاقة بالعمق وتعكس درجة وعي عالية، والجدية وعقد الحاجبين ، دليل الاتزان والعقلانية ، والحقن الفمي بالقهوة طوال اليوم له ارتباط حتمي بمنسوب الثقافة والانجاز، وانه تعدل الحال والمزاج .
وليس ثمة نظرية تقول: بحتمية أن تكون مرحًا وعميقًا، أو تكون سوداويًا وفارغًا، والعكس ممكن.
السلبية ثوبها ثقيل خشن ، لاتقوى عليه الأجساد التي اعتادت الحياة الإيجابية ، التي ثنر السعادة في طريق الحياة في كبستان السعادة .
السعادة هي حالة من الجدل الدائم مع فكرة الحياة، السعادة تتعلق بالوعي اللحظي فحسب، السعادة هي هذا الخليط الذي أنتم فيه الآن.
مزيداً من السلبية !!
فلا مكان لاولئك الذين يشعلون النار في إطارات الحركة، وديمومة الدوران، ودواليب البهجة ، و بين المشعين بالحياة، أولئك الذي يحبسون عقولهم في غرفة مظلمة لاضوء فيها ، ولا أصوات الا صوت تسارع انفاسهم .
يفتقدون العقول المرحة والطليقة، تلك العقول التي حتى حين تمسّها الكآبة لا تفقد فاعليتها ، حتى وإن كانت الدنيا ساخطة، يظلون يحملون بواعث البهجة داخلهم ، يعرفون متى وكيف يتجاوزون اختناقات الطريق . وازدحام الفكر.
مزيداً من السلبية!!
تحرمهم متعة الأطفال، غير المثقفين رغم أنهم لم يولدو في مكتبة، نفذوا قبل ان تكتمل الفكرة ، تعاملوا بالفطرة ، أدركوا سر الحياة.
يتقنون الحضور في اللحظة بكامل طيشهم ، يواجهون الموقف بتلقائية كاملة، بلا تعريفات جاهزة، بلا تخطيط ولا تعليمات مسبقة.
أولئك المحافظون على دهشة الأطفال في لعبة .
مؤهلين للكشف عن مكامن السعادةو عن أسرار الحياة، مؤهلين بايجابية لعيشها ويتقنون شرب الزمن كما ينبغي.
مزيداً من السلبية!!
تحول بينهم وبين الإيجابية التي توصل إلى البهجة .
تلبهجة ثراء، لحن يتغنى بالتفاؤل، سمفونية متناغمة ، التي مهما حاول البعض ربط التفاؤل بالسطحية، يظل التفاؤل قوة دافعة للحياة.
ايجابية تنير فيهم بصيرة داخلية عالية، أدركت سر الوجود، سر الحياة المتناغمة مع الكون.
تنعدم معها قيمة السلبية ، التي لاقيمة لها إلا أن تعزز التوتر بالوجود
مزيداً من السلبية!!
"يقال أن الأطفال والنساء أكثر قربًا من منابع الفرح، أكثر قدرة على عيش اللحظة الخاطفة، أرواحهم ما تزال طرية، تحتفظ بقوة استشعارية عالية، قوة باطنية قادرة على صبغ الحياة بما تريد من المشاعر، هي من تهب اللحظة قيمتها الحية ولا تنتظر ما يفيض به الخارج عليها".
مزيداً من السلبية !!
تصادر البهجة والمرح ، وتعزل عن الحياة الاجتماعية ، والأصدقاء، والرسائل التفاؤلية الصباحية ، والعلاقات الإنسانية، فلما الغلبة والعيش في دائرة العزلة .
مزيداً من السلبية !!
لا مكان للايجابية ولا للارواح التي تفيض سعادة وبشاشة واندفاعة دائمة تجاه الحياة،.
دعكم من تلك الشعارات والهتافات السلبية ، احتفلوا كالأطفال، كالمجانين، احتفلوا حد السلاف ،حد الثمالة، احتفلوا انطلاقًا من هذه الحياة التي بين أيديكم، انثروا الايجابية مافينا يكفينا ، لا يوجد وضع مناسب للسعادة وأخر غير مناسب.
احتفلوا فحسب وفي الغد ستكون الحياة ممكنة.
تحياتي
عثمان عطا