بعد ان انجزت الكاتبة الامريكية مارغريت ميتشل روايتها الوحيدة Gone with the wind ذهب مع الريح يمكن القول انها لو عاشت في زمن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ولم يمنعها المرض لكتبت رواية ثانية اردوغان ذهب مع الليرة! ، فبعد ان طبل لانجازات اردوغان جوقة الاخوان المسلمين وصوره بانه قام بما يشبه المعجزة الاقتصادية في تركيا والبسوه جلباب التاريخ العثماني وخلعوا عليه القاب اخرى مثل حفيد محمد الفاتح والمنقذ إلا ان الزعيم الاوحد للاسف بات اليوم يترنح تحت وطاة قرارته الكارثية وسياساته الفاشلة التي اتسمت بالخداع والغدر بالحلفاء قبل الجيران والاصدقاء.
الليرة التركية تتهاوى الى ما يقرب من ١٢ ليرة مقابل الدولار والاقتصاد التركي بان تحت ثقل الازمات البنيوية التي لم يعد نافعا في علاجها تصريحات اردوغان العبثية، فخلال السنوات الماضية تخلى عنه اقرب حلفاءه في حزب العدالة والتنمية مثل علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم والذي طالب اردوغان بالتنحي محذرا من استمرار معاناة الشعب مثلما جاء تحذير اقرب مستشاريه ومنظر حزب اردوغان سابقا احمد داود اوغلو رئيس الوزراء الاسبق وصاحب نظرية صفر مشاكل بان تركيا على وشك الانهيار ووصف اردوغان بالجاهل الاكبر في تركيا وتسائل زعيم حزب الشعب التركي المعارض بولند اجويد لماذا علينا في تركيا تحمل شخص احمق وجاهل مثل اردوغان؟؟.
الرئيس اردوغان وخلال فترة قصيرة اقال ثلاثة من رؤوساء البنك المركزي التركي وسط فوضى اقتصادية وتدخل مباشر منه في سياسات المصرف المركزي بتخفيض الفائدة اربعة مرات متتالية بل هناك من قال ان اردوغان اصبح نفسه رئيسا للبنك المركزي ويطلق تصريحات غوغائية مثل تخليص الاقتصاد الربوي واعلان ارقام هلامية عن اكتشافات خيالية لحقول من الغاز ليس لها وجود اصلا في اعماق البحر سوى في مخ اردوغان!، ولم يدرك اردوغان آن للسياسات والقرارات الفاشلة ارتدادات اقتصادية لا تعالج بالدعاية، انه الاقتصاد يا سيد اردوغان يتعاطى مع الارقام والحقائق وليس مع الأوهام!.
ان مراجعة سريعة لمواقف اردوغان الذي تخيل نفسه الخليفة مثلما وصفه قرضاوي الاخوان وطبل له جوقة الاسلام السياسي في المنطقة ونسجوا له روايات عن تكرار التاريخ نفسه وان ما بات يسمى في الربيع العربي هو تمهيد لاستعادة الخلافة العثمانية والتي اذاقت العرب العذاب والتنكيل والفقر والتتريك راجعة من جديد.
حقيقة ان تدخل اردوغان واحتلاله جزء من تراب بلد عربي اصيل هو سوريا يمثل قمة العدوان والاستعمار الجديد وتدخله الفض في ليبيا والعراق ومعاداته جيرانه وانقلابه على حلفاءه الامريكان والاوربيون وسياساته الديماغوجية واضطهاده للمكون الكردي في بلده وقرارات اخرى فاشلة وضعت اردوغان فعلا في مهب الريح وما نشهده الان يمكن تسميته في لغة علم السياسة مرحلة التخبط السياسي الذي يسبق الانهيار...
.
.
.
.
.
* كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب واستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية.