لقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهداية الخلق جميعا ، فبلغ رسالة الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكانت رسالته خاتمة الرسالات السماوية.
والإسلام بينه لنا القرآن الكريم ، وجاءت السنة النبوية الشريفة لتؤكد لنا ذلك من خلال ماصدر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأثر عنه من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفات خُلُقِيَّةٍ أو خَلْقِيَّة.
وكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حريصين في متابعة رسول الله في كل كبيرة وصغيرة لأن ذلك امتثالًا لأمر الله لما قال ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم …)
ولما كان هذا هو المنهج الصحيح الذي ربا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه التزموا به إلى أن أنزل الله قرأنا شهد لهم بالفضل العظيم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ….)
وبعد مالحق صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بقي الصحابة -رضي الله عنهم-في المحافظة على الهدي النبوي الشريف في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم -والتشاور فيما بينهم في كل قضية مستجدة كجمع القران في خلافة ابي بكر الصديق -رضي الله عنه - وجمع الناس لصلاة التراويح جماعة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وهذا القرن هو القرن الأول الذي ذكره النبي صلى عليه وسلم مع القرنين الآخرين ، وهما قرن التابعين ، وقرن تابع التابعين ، وجاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) وإن وجدت بعض الفرق الضالة بعد فتنة عبدالله بن سبأ التي أدت إلى استشهاد أمير المومنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم كذلك استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهم فالخيرية كانت موجودة وذلك لقرب العهد من عصر النبوة وشهادة رسول الله للعهد بالخيرية ولاسيما وجود الصحابة رضي الله عنهم على وجه الارض وهم خير قوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقرون الثلاثة المفصلة بلغت الأمة الإسلامية مبلغ الكمال في الاقتداء بالمنهج النبوي في تبليغ رسالة الإسلام ، فكان الكتاب والسنة المرجعان الأساسيان ،فإذا رأينا ماكان عليه أولئك فإننا نجد أن المنهج الدعوي هو المتصل بالسلف الصالح - رضي الله عنهم - ومن مشى على هذا المنهج من أئمة أهل العلم وأئمة أهل الاجتهاد كالسادة التابعين وتابع التابعين والأئمة الاربعة .
هؤلاء الأخيار قاموا بخدمة دين الله بصدق واخلاص ، لذا بقيت أسماؤهم تذكر ، وكتبهم في مجالس العلم .
وعندما نريد نجاح تبليغ رسالة الإسلام علينا العودة إلى ماكان عليه أولئك الأعلام الذين شهد لهم الرسول بالخيرية .
وهم في العقيدة والفقه وأصوله وفي الحديث ورجاله وطرق روايته وفي السيرة النبوية المكتبة الاسلامية تشهد لهم بجهودهم العظيمة ، فماكان خلاف فهمهم فهو زيغ وضلال ..
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا