الصمت هو ألا تسمع شيئا!
حتى حديث نفسك!
و أحيانا نبضات قلبك!
يغمرك بسكونه فتشعر أنك مكتفٍ بذاتك!
فلا شروق الشمس يحدث فرقا!
و لا حتى نسمات الغروب!
تختلف مقاييس احتساب اليوم،
فالساعات و الدقائق ليست كافية لتحديد مفهوم اليوم مع وجود الصمت الدائم!
الصمت وحده كفيل أن يحدد مقاييس الوقت!
به تقصر الأوقات!
و به أحيانا تطول!
الصمت تعريفة متفردة كفيلة أن تحدد تسعيرة حقيقية لقيمتك سواء في ذاتك أو في أعين الآخرين!
الصمت ريشة رسام متقلبة!
أحيانا ترسمك لتخبرك أنك مازلت حيّا!
و أحيانا أخرى ترسمك في صورة ميت!
الصمت يحييك حينا!
و يقتلك مرات!
تراه يبقيك في دائرة التعايش و التصالح مع الأحداث و كُنْهِ الذات!
و في كثير من الأوقات يكون أكثر الأشياء قساوة حين يستثني منك كل معالم الحياة!
ليجعلك خارج التغطية!
و مع ذلك تتمسك به و كأنه أنفاسك الوحيدة و بدونها لا يمكنك أن تعيش!
من أجل ذلك يبقى الصمت أعظم خدعة!
و لفظاً لا يمكنك أن تجد سبيلا واضحا لمعناه!
لكن لك أن تقول أنه خدعة تستحق أن نستظل بظلها إلى أن ندرك ماهية الحقيقة!
تلك الحقيقة التي عشنا سنوات للبحث عنها!
لكنها للأسف مازالت مفقودة بين تقلبات الحياة، و بين أمواج الأحداث الساخنة!
و مع عمق التفكير..
و امتداد كل تلك التوقعات المليئة بصور التحليل و التأمل، لا تجد بُدّا من أن تعانق الصمت!
لأنه الحضن الوحيد الذي لا يخون!
و لأنه الركن القوي الذي لا ينهد!
و لأنه زاوية الأمان الدافئة التي لا تتسرب منها الأسرار!
و لا يتخللها شيء من ظنون!
الصمت حديث مختلف جدا!
لك أن تسميه حديث ذو شجون!
فكل ما كتبته الآن إنما هو من معجزات الصمت حين يدفعك لشيء يسمونه الجنون!
الصمت عالم من اللاشيء!
لكنه يفعل كل شيء!
ينقذنا في الوقت الذي نكاد فيه أن نغرق!