لقد أشرقت شمس الإسلام على ربوع العالم ، فاستنار الكون جميعا بسماحة الإسلام وحسن تعامله مع غيره ، فكانت النتيجة أن الإسلام أنصف المظلومين جميعا دون النظر إلى لون وانتماء .
فلما كانت رسالة الإسلام انطلقت من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى العالم اجمع كانت للمدينتين العظيمتين دور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين.
ويشهد التاريخ بذلك منذ مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- إلى يومنا هذا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
إنها مملكة الانسانية بجهودها المتواصلة التي جعلتها تحظى باحترام وتقدير لدى المجتمع الدولي ، وليس ذلك إلا بشعورها المسوولية الكاملة في دعم السلام العالمي .
ومن هنا استطاع العلماء الراسخون ذوا الهمم العالية والمواهب العظيمة أن يبينوا للعالم سماحة الإسلام في التعامل مع غيره وذكر نماذج من التعامل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية ، وذلك أن المتطرفين الإرهابيين الحمقى كثير منهم يسيئون إلى الإسلام بجهلهم لحقائق الإسلام وعظمته من خلال تاريخه المشرق الذي ضرب أروع الامثلة في التعامل مع الغير .
إن هذا الكتاب العظيم الذي يقدم للقارئ صورة واقعية للملكة العربية السعودية التي هي حاملة لواء التوحيد ورائدة التضامن الاسلامي اتخاذها السماحة منهجا في سياستها دون تغيير الثوابت ،
ومما يؤكد لنا الدكتور عبدالله بن إبراهيم اللحيدان يسر وسماحة الإسلام ذكره لقول الإمام الفقيه ابن قدامى في المغني ( وإذا أكره على الإسلام من لايجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم لم يثبت حكم الإسلام حتى يوجد منه مايد ل على إسلامه طوعا ).
ولذلك فإنه إذاعاد إلى دينه بعد زوال الإكراه لم يحكم بردته ولايجوز قتله ولا إكراهه على الإسلام ، ونقل ابن قدامة إجماع أهل العلم على أن الذمي إذا أقام على ماعوهد عليه عليه والمستأمن ، لايجوز نقض عهده ولا إكراهه على مالم يلتزمه.
والمملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة ليست بعيدة منذ قيامها عن هذا المنهج الوسطي الذي يكفل للكل الحقوق ويردها إلى أصحابها ، فهي تعيش في داخلها غير المسلمين ، فالكتاب والسنة مصدرا النظام السعودي المبارك مرجع للجميع يلبيان مطالب الجميع .ومن هنا يقول الدكتور اللحيدان ( فمن ذلك حماية دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، حيث تتكفل المملكة العربية السعودية بحمايتهم في ذلك كله تطبيقا لنصوص الشرع التي أمرت بذلك ... وتؤكد التعليمات والأنظمة التي تسمح لغير المسلمين بدخول المملكة على حفظ أموالهم وعدم تأخير حقوقهم المالية فقد أوجب نظام العمل والعمال السعودي على صاحب العمل عدم تأخير حقوق عماله المالية ، وكذلك عدم إكراههم على ترك دينهم فيتركون وما يدينون ولايكرهون على الدخول في الإسلام ).
إن المملكة العربية السعودية ألجمت أفواه المتطفلين على موائد العلم ، والذين يحملون راية التطرف والارهاب لتشويه صورة الإسلام أمام الآخر ، والذين لم يتعمقوا في قراءة النصوص وفهمها فكان هذا الكتاب تبيانا للحقائق وهو دور علماء المملكة العربية السعودية في كل وقت وحين .
لقد استشهد الدكتور اللحيدان- حفظه الله- بشهادات غير المسلمين في كثير من انحاء العالم حسن تعامل المسلمين مع غير المسلمين منهم المستشرق دوزي الذي يقول ( إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة ، أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في ديانتهم السابقة )فيضيف الدكتور اللحيدان تعليقا في منتهى الروعة والجمال قائلا: إن عظمة هذا الدين لاتخفى إلا على من جهل حقيقة الإسلام ، أو عميت بصيرته عنه ، أوكان به لوثة من هوى او حقد مقيت ، وإلا فإن سماحة الإسلام في المعاملة وتيسيره في كل أموره ، ظاهرة بأدنى تأمل لمن طلب الحق وسعى إلى بلوغه (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).
فجزى الله للكاتب خير الجزاء ونفع به الأمة الاسلامية وجعل ذلك في ميزان حسناته،
حفظ الله المملكة العربية السعودية في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
بقلم الشيخ : نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا