ما أبهى أن تكون الحياة عالية تقف على أعمدة السلام واللطف، الأمر الذي لا يشبه الواقع الذي نعيشه، ولأن فطرتنا تدفعنا نحو الرقي والسمو؛ نسعى تفردًا إلى أن نعلو ونصل إلى السلام.
هنا مربط الفرس التي هربت من إحكام لجامها، فكل يوم نمرّ به في تلك الحياة يعلمنا أن لا بقاء لنا فيها، نردد من وقت لآخر " مكاني ليس هنا"، والحقيقة أننا نرسم عاليًا على الأعمدة كلما مررنا بموقفٍ قاسٍ لم ينجدنا خيالنا البريء من رسمها أو توقعها.
الوردة الي استقرت في أرضٍ بور لم تزهر أبدًا بعد محاولات الحراثة باعتقادنا الخاطئ أن سعينا المستميت قد ينقذ.
علمتنا الظروف أن المنطق هو ما لا تعترف به ثقافة المجتمع إلاّ ما أخفت مآربه لمصلحتها الخاصة، وتعلمنا أن نكون أقوياء مستقلين بأعتى الأدوات والأسلحة وأكثرها فتكًا، أن نسحب الزناد لنطلق رصاصة اللارحمة على كل من يؤرق راحتنا أو يزعزع أمننا النفسي.
ومن المؤسف أن الحب أصبح يسكن المنطقة الفاصلة بين إنسانيتنا وتقديرنا للآخرين بعد استنزاف كل مانملك من مال وصحة واهتمام باسمه.
العطاء محصورٌ عند الأم التي تغير مفهومها وفق ترتيبنا في الأسرة، فإما عطاء لا محدود أو لا علاقة لي بك؛ تبدأ عندها رحلة البحث عن أجوبة لن لتشفي ألمنا.
الصديق الصدوق يلزمنا مجهر الحزن والتمحيص لربما نكشف حجمه الحقيقي، ونضعها ضمن إطار نختاره وفق مكانته التي صنعها بيده.
شيبةٌ وقارها من العام الذي ولدنا به، الحداثة لا تعترف بالثبات على لونٍ واحد، سلالم النجاح مفتوحة الجانبين يلزمنا توازن الاختيار حتى نقرر الصعود أو التمتع بالمنظر المهيب الي لم يصل بنا إلى أي مكان، ما بالنا بحياة على أعمدة.