الوحدانية والثبات لله وحده جل في علاه، وكل شيء غير ذلك ليس له صفة من الوحدانية ولا من الثبات وسواء كان من الطبيعة أو في الكون الفسيح أو في أنفسنا المكونة من جسد وروح.
هذه الدنيا دول يمر بها الناس والزمان، و{من سره زمن سائته أزمان}.
خلال المائة عام المنصرمة قامت دول وانتهت امبراطوريات، وقامت حروب مات فيها الملايين وولد بعدهم الملايين، ومر بالعالم أزمات وكوارث كما مر به رخاء وعلم ومعرفة وازدهار، الصراع بين الشر والخير دائمان وأبديان، ونحن نعيش في عالم من المتغيرات والتحولات وهي سنة الله في الحياة.
ونحن نمر بمرحلة عصيبه ليست غريبه على مدار الأزمان لكنها جديدة في الوقت الراهن، كل شيء يسير بخطى متسارعة ليس في العلوم والمعرفة والتكنولوجيا؛لكن أيضاً في الأوبئة والحروب والازمات الاقتصادية.
العالم يمر بازمة اقتصادية خانقه وكساد عظيم تضخمت فيه الاسعار وشحت السيولة، ومع ذلك فان هناك فوارق بسيطة تختلف حدتها حسب ثروات البلدان وتنوعها وانتاجها وحجم صادراتها، وحسب قرب البلدان من مناطق الصراع والأزمات أيضا. وهذا لا يعني أننا في مأمن من أضرار الحروب أو الوباء.
وفي هذه الفترة الصعبة والمهمة يجب على الحكومات والدول اخذ الاحتياطات اللازمة لتخفيف الأضرار -قدر المستطاع- عن مواطنيها بإيقاف عمليات التخبط في القرارات والأنظمة وكأنها متفاجئة بما يحدث، رغم أن الرؤية شبه واضحة في عصر التقنية حتى للبدوي في خدره.
مطلوب تقوية اللحمة الوطنية وحمايتها من الاختراق، وهذا لن يتأتى إلا بوضع خطة محكمة من قبل مؤسسات الدولة، ولنا في دولتنا -أعزها الله- خير مثال على قرارات مدروسة تم اتخاذها؛ لدرجة أنها أصبحت مثالا يحتذى من غيرها من الدول.
نعق النباحون بسبب تطبيق بعض الضرائب، وسكبوا الدموع أنهارا على المواطن المسكين (في نظرهم) متناسين أنه يعيش في رغد من العيش يحسد عليه من مواطني دول ترى نفسها متقدمة!!! ومتجاهلين لملايين دفعت في سبيل اسعاده والمحافظة عليه سليما معافا.
وهنا ألفت نظر كل نابح من الخارج (سواء كانوا لصالح دولة أو فئة أو جماعة طمعا في- عظمة -ترمى لهم جراء نباحهم متسترين بالحرص على الوطن بينما هم يخدمون أجندات معادية ضد وطنهم)، ونوضح لهم بأننا مع وطننا وقيادته قلبا وقالبا، وأن هذه الوقفة ليست تطبيلا، بقدر ماهي ثقة ترسخت في أذهاننا عبر العديد من المواقف الإيجابية، حتى بتنا نشعر بالفخر بهذا الانتماء الذي نعيشه.
ونحن لا نطبل لكن نثق في القيادة في السلم ونقف معها في الحرب، وهذه الوطنية لا تعيبنا بل نحن فخورين بها، ولسنا مطبلين لاننا نستطيع مقابلتهم فنجدهم يستقبلونا بصدور رحبه؛ وتلبى مطالبنا وتعدل القرارات لأجلنا. هذا هو الوطن وهذه هي الوطنية وهذه هي المشروعية، وليس وطنيا كل من يشتم قيادتنا ورموزنا ويسفهنا ويتهمنا بالجبن بينما ينبح هو لصالح أعدائنا ويكتب ويحرض بوسائل التواصل ولن ينال منا ولا من وطنيتنا مهما تطاولوا ووسمونا بالجبن ومن ظن اننا جبناء فليقترب من خطوطنا الحمراء التي نحن من يرسمها بالدم.