عشية عاشوراء يستلهم فريقين عظيمين من الأمة الإسلامية حادثة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام تلك المناسبة لتجدد وتنكأ الجراح ولا أقول المخبوءة فهي مشتعلة في مناطق شتى،
فمن الحرب الدائرة في سوريا وتلك الرايات السود والتي تطالب بثارات الحسين وتقصف مواقع بتدمر التاريخية والتي شيدت بالالفية الثانية قبل الميلاد يعني بمعنى أنها - حضارة شيدت قبل الإسلام بقرون - وهكذا ما يدور في "السعيدة الحزينة " وبقايا المملكة المتوكلية والتي تخلع على نفسها لقب " الزيدية "زورا وبهتانا فهي بفعل مدارس "قم"لا قامت لها قائمة أصبحت أثنى عشرية وأخطرها الجارودية وما يدور هناك لايخفى على أحد ،ناهيك عما يحدث فى العراق والذي استحال أرضا للعراك بين أحفاد يزيد وأحفاد الحسين والذي يمثلهم "المالكي" والذي صرح بأن حرب الموصل ماهي الا حرب على احفاد يزيد ، والساحات مشتعلة وبعضها بلطف الله هادئة وبالنفوس أشياء وأشياء.
مايقلقني هو ذلك الفضاء الذي يسبح فيه الكثير من أبناء بلدي والذي -أفاء الله عليهم بنعم كثيرة في ظل حكومة رشيدة محبة لشعبها- من الأمن والأمان والفراغ وخاصة في بعض المناطق والتي لدواعي إجتماعية صرفة يمكثون خلف مصادر شتى ينهلون منها مايشاؤون كل حسب ماغُذي به تظهرعلى السطح تارة وتخبو تارة وتستدعيها المناسبات،
لكنها تتأجج ليلة عاشوراء وحسبي من القوم أن يقوموا من "متاكيهم " و "مراقدهم" إلى الشارع وحالهم من يلطم الخدود ويشق الجيوب ولولا قوة الأمن لدينا -زاده الله قوة ومنعة-لرأيت العجب العجاب.
وبهذه المناسبة أؤكد على أهمية "الأمن السيبراني" وأطالبه بمتابعة تلك الحسابات وخاصة أولئك "المفسبكين" علينا ليلا ونهارا ومناشيرهم تعج بل وتطفح بالحقد والكراهية وذلك لعمري هو الخسران المبين.
بعثت برسالة هادئة عبر حالتي بالواتس مطالبا بالهدوء وعدم إثارة العواطف ودغدغة المشاعر وأنا أرى بكاء بعض "مشايخنا" على حادثة مقتل الحسين والذي لا نرضاه ولا يرضاه مسلم لكننا لا نرضى أن توظف تلك المناسبة لأغراض سياسية .
سألني أحد المتابعين وكنت ممن لدي عليه دالة الاستاذية" نفع الله به ماموقفك من الحسين ويزيد رضي الله عنهما؟
فأجبته دونما تردد، أنا مع الحسين في منزلته وفضله وقرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا مع يزيد في المحافظة على الدولة قوية يعيش الناس في ظلالها، لذا لست مع الخروج على الحاكم تحت أي ظرف من الظروف ولنا في ثورات" الخريف" العربي أسوة سئية لما آلت إليه البلاد وأحوال العباد ، فوربكم أناشدكم هل رأيتم حرائر الشام يستجدين الناس في الطرقات وعند إشارات المرور في عواصم العرب إلا بعد الربيع المزعوم؟
انا مع الثورات التي لا تغلف بإسم الدين والدين منها براء،
تعجبني ثورة المهاتما "غاندي" ضد الاستعمار وتأسرني ثورة " نيلسون مانديلا " ضد الفصل العنصري وأقف متعجبا لثورة "لوثر كنغ" بأحقية إعطاء السود حقوقهم المسلوبة.
لايأتيني "متفسبك" مخاتل ويقول لي تلك المطالب تضمنها الإسلام،
فلماذا انت ضد الثورات الإسلامية؟
سأقول له "تلك شنشنة من متفسبك أعرفها ولا تنطلي على من عرفكم بلحن القول".