تفاقم الجرح في قلبي ، وإصراري
بات انكسارا على مجداف أسراري
لم أحتس الحسن إلا في مشاربهم
والكون - لولاهمُ - نزف بأوتاري
فيهم رأيت الهوى يسمو بأوردتي
يعانق القلب ، يهمي فوق أزهاري
هم فارقوا في الدجى، يا ألف قافية
نوحي ، فإني هنا مأسور أشعاري
والناي من مقلتيه الدمع ينهمر
وفي روابي الأسى قد جُزّ قيثاري
مرافئ الحزن في عينيّ مولعة
بحرق أشرعتي ، تشتيتِ أفكاري
كأنني غصة في ثغر أمنية
توسّد الجدب -قسرًا- نبعها الجاري
مذ أودعوا التاج في قلب الثرى صُفعت
شمس اللقاء وجفّت كلّ أنهاري
وأسدل الليل في عينيّ بردته
وتاه في غيهب الأمواج إبحاري
محمد في الدنا قنديل عاطفة
به استضاء فؤادي وانتشى داري
كم جاد للكون بالأطياب في دعة
كم عانقت بسمة مِنْ فِيهِ أسحاري
تالله ما زال للأحباب مبتسما
-رغم الممات- كذاك الكوكب الساري
شقيق روحي أخي والكون في نظري
لن يستوي في غياب النور إبصاري
وأنت والله للعينين مشرقها
لولا جبينك لم تنعم بأنوار
أجزل إلهي عطايا من أتاك ولم
يسجد لغيرك أو يدعو لإنكار
أ. شيخ بن علي صنعاني
مرثية في عميد أسرتنا شقيقي الأكبر وتاج رأسي
الذي وُوري جثمانه الطاهر الثرى يوم الإثنين ٢٧ ذو الحجة ١٤٤١ للهجرة
الموافق ١٧ أغسطس ٢٠٢٠م