خالي العزيز إنني أرثيك ، و أسأل ، هل هُنا ما يُدنيك ؟ فيجيب صوتٌ يُبديك ! و تجيب بيضُ أيديك و خير فعلته ظل يناديك ، و امرأة فقيرة تنوح و تبكيك .. تقول أسديت لها معروفا لن تنساه و في قلبها ألف آه ! فخيرك الذي أضمرته في طيات السر يعلو صوته في منابر العلنِ ..
خالي العزيز .. مازلت أرى تلك السجية التي عمرت قلبك في الفراغ و في الزحام .. و تلك العفوية التي بانت في عينيك صحوة و منام ! و ها قد نُمت طويلاً في فراش المنية و قد تركت لنا نبضات الحنين ، فسلام على روحك في كل حين ..
مازلت أذكر تلك اللحظة التي جلست فيها أمامك
و أنا طالبة في قسم الاعلام لأجري معك حوارا صحفيا كمتطلب مادة ، و قد كان أول حوار أجريته في حياتي دار حول مهام وزارة التجارة التي كنت تديرها ، لذا دعني أقول بأنك شجعتني و كنت فأل خير عليّ ، ها أنا اليوم أحاور بعض المسؤولين أمثالك و قد يعود بي الوقت مُسرِعا إلى الماضي ، تحديداً إلى تلك اللحظة التي لا أودّ لها أن تغيب
و إن غبت أنت عنا .. و يالها من مراسم غياب حزينة ..
أكثر ما يثير الألم بداخلنا تلك الذكرى التي تأرجحنا فيها ، الذكرى التي لا تُظهرك في صورة شاحبة أضناها المرض بل في صورة تأطرت بالصحة و تعطرت بالعافية ، فنحن لا نراك كما فارقناك بل كسابق عهدك و عزك ، و كأن السنين لا تريد أن تُبقي لنا منك سوى الذي لم يتعبك ، فهي ترسمك أمامنا في هيئةٍ لم يصبها النصب .. نسأل الله أن يجعل ما أصابك تكفيرا و تطهيراً و أن يبدلك دارا خيرا من دارك و أهلا خيرا من أهلك ، و أن يغفر لك و يرحمك و أن يعوضك جنات النعيم ، خالي الغالي عبدالرحمن .. أتقدم بالعزاء إلى أولادك ( محمد ، عبدالله ، عبدالعزيز ، يحيى ) و بناتك ( الآء ، بيان ، سندس ، لينة ) و أعزي نفسي و أمي و أخوالي و خالاتي و جميع أفراد عائلتنا الكريمة و جميع من صادقوك و أحبوك .. و إِنَّا لله و إِنَّا إليه راجعون ..