ربما خيال الكاتب يكون حقييقة بالصدفة، ومنها الرواية المشهورة رواية " الطاعون" الشهيرة للكاتب الفرنسي الجزائري ألبير كامو الحائزة على جائزة نوبل عام 1957 تتناول عديد من الأمور ما تحدث الأن من أجل أزمة كورونا القاتل المستجد حيث تناقش ابتعاد الاجتماعى ، العزلة ، الحجر المنزلي ، حكايات الأسى ومواجهة الموت التى ضربت فى مدينة وهران تنعزل عن العالم بسبب انتشار وباء فيها .
حقا إن رواية " الطاعون" يصورا تصويرا حياة الإنسان في عصر الكورونا ، تبدأ الرواية في مدينة وهران تموت آلاف الجرذان في الشوارع، التي لم ينتبه لها الاهالي في البداية ،. وبعد ذلك، أخذت تلك الهستيريا بالتنامي والازدياد ، ثم انشتر الوباء إلى الإنسان فتزيد الوفيات يوما فيوما ، ومن احتراز الوباء تمت المدينة اغلاقها ، وحظر السفر بالسكك الحديدية، وتم تعليق جميع خدمات البريد، العزلة والانطواء التى شاعت بين سكان المدينة كما أننا نستشعرون فى هذا اليوم.
أبرز الشخصيات في هذه الرواية وأهم دروسا المأخودة من الطبيب "ريو" هو أكثر الشخوص إتصالاً بالمرض.هو إنسان يحاول قدر استطاعته القيام بواجبه وذلك يتطلب منه أن يقاوم عواطفه كإنسان كي يتمكن من القيام بواجبه. وأثناء ذلك كله يتعرف إلى صديقه تارو الذي يتطوع لخدمة المدينة المنكوبة بينما يحاول الكثيرون الهرب منه.
شخصية الطبيب وصديقه تصور أمامنا لكل المعاني والمشاعر والعواطف السامية والنبيلة التي تكرس الرحمة في قلوب البشر بدون التفرقةَ والتمييز بين الناس اعتمادًا على اللون والدين والجنس.على الرغم أن الكاتب الملحد يحاول من خلال الروية تثبيت مفهوم الوجودية والعبثية التى تخالف نظرية الأديان ونحن ننظر إلى قيمة أخلاقية وانسانية التى تدرس الأديان على الإطلاق .وذالك ترفع ميزة هذه الرواية الفذة هي أنها تمزج الأحداث المأساوية التي يعيشها أبطالها بحوارات عميقة تأخذنا إلى الأسئلة الإنسانية الكبرى.
على النقيض شخصية اخر الأب بانلو هو الذي ينصح الناس بخطبته أن الوباء هو عذاب إلهي من أثناء تلك شخصية يريد الكاتب انكار الأديان ، ولكن جدير بالذكر أن الله منح الإنسان القدرة الموهبة للإتخاذ القرار اللازمة لمنع انتشار وباء من دروس دينية التى تشمل جميع نواحي الحياة.
نجح الكاتب أن يجلب من ناحية اجتماعية سلبية حيث يقول عن الشخصيات الهامشية وهي تمثل تلك الشخصيات التي تقضي جلّ وقتها في التوافه وصغائر الأمور دون إدراك حقيقي للقيمة الإنسانية للحياة رغم تلك النكبة التي تعيشها المدينة بينما أشخاص أخر يستعمل هذه الأزمة للإستغلال مصالحهم. فكرة متكررة في "الطاعون" هو أن الأزمات تقلب النظام الاجتماعي، وتجبرنا على التفكير بكل شيء وعلى حضور اللحظة الحالية.
رغم أن الكاتب ترمز الطاعون بالحرب كرمز للاحتلال النازي لفرنسا. وتجبرنا الرواية والتأمل في أحداث "الطاعون" على التفكير في مسؤولياتنا تجاه الناس من حولنا، وتطرح الصراع بين السعادة الفردية والالتزام الأخلاقي تجاه المجموع عبر هذه الأحداث الحية التي تتضمن تكريس الطبيب ريو نفسه لمقاومة الطاعون والتضامن مع ضحاياه واستعداده التضحية في سبيل ذلك.
حينما استجمع وباء الطاعون قواه وبدأ يصرع الرجال والنساء والأطفال دون تمييز فى حين تحتاج الى شجاعة الانسان عند حالات المضطربة المشوشة ، لا يمكن أحد فى مواجهة المشاكل إلا لمن لديه قوة الإدراك والإقدام ، والمتفائل ينظر دائما ما له من طاقات النفسية لتحقيق الغرض وأما المتشائم يدب إلى دار الكأبة واليأس بدون أن يعترف من قدراته العميقة التى وهب الله الانسان .
بعض الإقتباسات من رواية الطاعون
- حين تقع الحرب الناس يظنّون بأنها لن تستمرّ طويلاً.
- لا حرّية للإنسان بوجود الأوبئة.
- الميّت لا حساب له عندما تنشب الحروب.
- الطاعون لا يصيب أصحاب البنية الضعيفة، بل أصحاب البنية المتينة.
- الخمر الجيد يقتل الجراثيم.
- الطاعون لا يدفع ثمن ما يأخذ.
- الطاعون وسيلة إلهية فعّالة للحصول على السعادة الأبدية.
- البرد هو العدوّ الأوحد للطاعون.
- طريق الوصول لراحة النفس هو العطف.
- يربح الإنسان في الأوبئة والحروب المعرفة والذكرى.
باختصار، هي رواية تظهر الجانب الإنساني والشجاعة والتضحية الطبيب من أجل إنقاذ المجتمع بتفاؤل الشديد مثل هذه حالة الأزمة على الرغم ان للرواية سلبية لتنشر المفاهيم الخاطئة الوجودية والعبثية. والاتحاد والتعاون والتسامح والود والتراحم صفات محمودة لتحلى بالإنسان في حياة الانسان.