منذ أن بدأت جائحة الكورونا تنتشر بالعالم، والشركات تتخذ تدابير جديدة في التعامل مع الازمة، ولن اتحدث عن التدابير الطبية بل التدابير التنظيمية ومنها العمل من البيت. عن نفسي ، اكتشفت مزايا رائعة من أداء عملي من البيت ، مع العلم أن المسألة ليست إجازة مغلفة وإنما تحتاج الى نظام والتزام من قبل الموظف. اولاً، عليه أن يملك الأدوات المطلوبة من شبكة بث قوية وحاسوب متنقل و ربما ماسح ضوئي او طابعة و الأهم مكان ملائم وهادئ للعمل كي لا يفاجئ الطرف الاخر بصوت "طفل متذمر" خلال اجتماع مهم.
من مزايا العمل عن بعد هو التخلص من ازدحام الطرق المزعجة حتى تصل إلى المكتب او الشركة. معظمنا يحتاج لوقت يعيد فيه ترتيب أفكاره و كوب قهوة بعد " مناورات " و " حرب الطرق" حتى تصل إلى المكتب سالماً. البعض اختار ان يخرج مبكراً جداً ليصل المكتب ب"مزاج رايق" و يجد موقفاً مناسباً ولا ادري عن سبب العقدة لدينا في اختيار موقف ملاصق للمكتب لاختصار وقت المشي " بعض دقائق" الى المكتب وفي الوقت نفسه لا يمانع من المشي ساعة او اكثر في النوادي الرياضية.
أيضا الزي الرسمي غير مطلوب في العمل عن بعد حيث يمكنك العمل بأي لباس ترتاح فيه ، الكثير من الدقائق تهدر للاستعداد خاصة لمن وظائفهم تلتزم بزي مناسب و أنيق مثل موظفي البنوك والشركات الاستثمارية، هذا للرجال، أما للسيدات فالوضع مضاعف خاصة لبعض النساء التي تحتاج ان ترتدي " وجه" كامل لتعمل به. احد الزملاء في بيئة مختلطة اخبرني عن جمال المساعدة الإدارية التي عملوا معها لوقت ما في اليابان و كيف فتنت زملائها بوجهها الصبوح. وفي يوم طارئ جاؤوا للعمل بصورة مستعجلة ليفاجؤا بشخص اخر حل مكان المساعدة "الفاتنة" فشّكوا بشخصيتها حتى تكلمت وعرف الجميع انها الموظفة ذاتها!
القرب من العائلة امر مهم، فغياب الوالدين لساعات طوال وترك الأولاد تحت رحمة طيشهم او نزوات العاملة المنزلية أمر مقلق للغاية حتى ان بعضنا ومن لديه عاملة منزلية يستمر في رشوتها و مداهنتها خوفاً من انتقام مبطن. فإمكانك مراقبة الأولاد و الاطمئنان عليهم في الوقت نفسه و التأكد من سير العمل على ما يرام.
حرية ساعات العمل وهذا امر تجهله شركات كثيرة فساعات العطاء للبشر تختلف حسب اطباعهم، بعضهم ينجز خلال الليل بينما الاخر قمة عطائه ساعة "البكور" أولى ساعات النهار. وهذا تم تجربته في شركات أوروبية كثيرة و اثبت فعاليته.
ختاماً ، جائحة الكورونا الزمت الشركات بنمط جديد و لعل هذا فيه خير فإن لمست نجاح هذا التجربة التي ارغموا عليها، فربما يستمروا و شخصياً اتوقع نمو فكرة العمل عن بعد او العمل " البيتي " في البلاد
1 comment
1 ping
عبدالله محمد الغانم
16/04/2020 at 11:19 م[3] Link to this comment
👍👍👍
😎