من الحجر المنزلي أكتب إليكم ، ببعض المشاعر الشائبة التي بحثت عن مساحة في هذا العالم الفسيح وقد ضاق بِنَا ذرعاً ! هذا العالم المزعوم بسُنّة التبديل ! و لا أهلية له في ذلك هو فقط يوُهم البشر بحتمية أمره ، و الأمرُ لله .. هذا العالم الذي أصبح لوهلة كياناً واحداً بعد أن كان يتناثر على خارطة الحياة ، فلم تعد الجغرافيا تُمارس دورها الذي تحب كسابق عهدها ، فقد تلخصت جميع ظواهرها في ظاهرة وحيدة تخطف الأبصار إليها
و تمحي ما سواها ،
ولأنني لا أحب اللغة السوداوية سأكتب هُنا على مضض ! و لو لم يتلقفني قلمي .. لما فعلتُ أنا،
و لكن الحبر ينساب حولي رغماً عني ، يتلقفني لينثر كلماتي على قارعة الطريق المظلم .. علّها تكون بصيص نور في القادم من الأيام !
مما لا يخفى على الجميع نعيش اليوم بين أزمةٍ صحية عالمية أرّقت أروقة الطب و حيَّرت عقول الأطباء ! أزمة أوقفت حركة الحياة أملاً في الاستدارك و التخطي ، فمنذ أن تفشى فايروس كورونا ( 19 - Covid ) و العالم يركض في مسارات جديدة للحد من انتشاره ، إذ تصدر القرارات على مدار الساعة ، ليلاً و نهاراً فلم يعد لغير الاستنفار مكان ، فكلمة خبر عاجل لم تسقط من فم مُقدم الأخبار ، كما لم تكف برامج التواصل الاجتماعي عن نشر المستجدات الواقعة !
و قد أتى هذا الوباء كوبالٍ أمرٍ على البشرية أو من وجه آخر كابتلاء ، أما البعض فقد اعتبره سطر في أجنداتٍ سياسية كما تساءل الصحفي عبدالرحمن الناصر في مقاله الذي قدمه و قد وضع على ناصيته علامة إستفهام كبيرة ما إن كانت بعض الأحداث التاريخية التي تُعرض في أفلام سينمائية قبل وقوعها خيالات ! أم أنها أجندة سياسية مخطط لها و قد أستشهد بذلك بالفيلم الأمريكي (Contagion) والذي سلط الضوء على مانعيشه راهناً ! في أدق التفاصيل و الأحداث ،
و هناك من اعتبر أن هذا السقم هو جندي خفي من جنود الله سبحانه و تعالى أتى ليوقظ البشرية من سباتها و ليلقنها درساً لن تنساه و هناك من أقر بأنه حالة مرضية و لكنها أشبه بشبحٍ أذاع الرعب في العالم و هنا أُشير للكاتبة تغريد الطاسان التي
و صفته بـ ( الشبح ) !
كل ما توالى من الأحداث التي كنت أتابعها
و أشاهدها هان عليّ رغم القسوة و المرار ! و لكن ما لم يهن عليّ هي تلك العبارة التي دوت في مسامع الكثير ( ألا صلّوا في رحالكم ) و أجزم لو أن المنابر ليست جمادات لذابت و انصهرت كلما رددها مؤذن ! للأسف على الرغم من أن الصلاة توقفت في المساجد حتى إشعار آخر و الدراسة توقفت في الصروح العلمية حتى إشعار آخر ، مازالت فئة من الناس تتخطى أعتاب المنازل غير مستشعرة الخطر القائم ! و غير آبهه للنصائح المُقدمة من وزارة الصحة و التي تبذل قصارى جهدها للانتصار على هذا الوباء ! و من يظن أن الممارسين الصحيين وحدهم جنود هذه المعركة فهو مخطئ ! لأننا اليوم نحن أيضاً نقف في خانة الجنود ! فلم نعد كالسابق نسرح و نمرح و جنودنا البواسل وحدهم من يكابدوا لحمايتنا على المنافذ و الحدود ! ولكن هذه المره دورنا يقل ألف مره عن أن نسل سيف أو أن نمسك برشاش !
سلاحنا هو أن نبقى في بيوتنا مع الالتزام بتعليمات الوقاية .. و أن نكن يداً واحدة لوطنٍ منحنا الكثير .. و الكثير ! وطنٌ ردد لنا مليكه حفظه الله ( سلامة الانسان أولاً ) في ذات اللحظة التي رددت فيها الدول لشعوبها ( استعدوا لفقد أحبابكم ) إذن فمن يباهينا بملك و بدولة
و رجال .. و في ختام مقالي هذا سأنتقل إلى هناك و سأقف على محاذاة الأمل لأدنو من أولئك الداعين إلى الحب !
فعلى الرغم من أننا نعيش في أحلك الظروف إلا أن شخص قد أطلق عبر حسابه في تويتر هاشتاق جاء بعنوان #الحبفيزمن_الكورونا لا تجعل هذا الهاشتاق يغادرك و إن لم تكتب فيه ! حاول أن تعيشه في هذا الحجر بين نفسك أولاً ثم بين أفراد عائلتك ..
و من حيث الحب فلنتجه نحو الدعاء .. الدعاء الصادق في جوف الليل و في وضح النهار و التضرع إلى الله بأن تنجلي الغمة عن الأمة .. و أن يحفظ الله البلاد و العباد ، و هو خير الحافظين ..