هم ودّعوكَ بِحَجْمِ حبِّك من حَـزَنْ
و بكـوا عليك فبلّلوا منك الكـفـنْ
و مَضَوا يعدّون الصفات ؛ فقائلٌ :
كَـرَمٌ ، و قائلةٌ : شريفٌ مُؤتَمـنْ
لم يَخْفَ عنهم من خصالك خصلةٌ محمودةٌ مُـذْ بَـانَ سِـرُّكَ كالعَلَـنْ
أحدُ المسارحةِ التي أعطيتَـها
من فَيضِ فكرِكَ ، فيضِ رُوحكَ ،
والبَـدَنْ
لم تحتملْ ألَـمَ الوداعِ فأجهشتْ
أَسَفَـاً و هيّجتِ الأزقّـةَ والدِّمَـنْ
و بِعُدْوَتَيْ خُلَبٍ نحيبُ يتيمةٍ
و نشيجُ أرملةٍ و شهقةُ ذي دَرَنْ
لم يدفنوا جسداً هناك وإنما
دفنوا المكارمَ والعطايا والمِنَـنْ
خلَّفتَ ذِكْـراً في البلاد مُردَّداً
و بقيّةُ الإنسانِ في الذّكْـر الحَسَنْ
و بذلتَ للوطن العزيز أعـزَّ ما
ملكتْ يَداكَ ، فليس أغلى من وطنْ
سُقْياً لقبركَ ما هَمَى غيثٌ و ما
جاد السّحابُ على الرّحابِ و ما هَـتَنْ
فارقدْ قريرَ العينِ ، حَوْلَكَ حارسٌ
من صُنْعِ بِـرِّكَ والفرائضِ والسُّنَنْ
لا جَارَ أفضلُ من جِوارك عندما
أمسيتَ جارَ الله يا ( عبدهْ حسنْ )
—————