يظن البعض أن هذه الدنيا دائمة ، فيظل يعمل عمله فيها ولا يعمل لآخرته ، وإن تنبه وعمل لآخرته ، ادخر هذا العطاء والعمل لما بعد موته.
يخطئ من يظن أن سعادة غيره بيده ، ومخطئ أيضأُ من يستصغر العمل الصغير ولو كان شق تمره.
ويخطئ من يظن أن الرزق بيده لغيره ، والصحيح أن الرزق بيد الله يعطيه يرزقه ليعطيه لغيره ، وليعلم أن الله أكرمه بأن أعطى هذا الرزق بيده لغيره ، ويخطئ من يظن أن الرزق فقط في المال ، فالرزق أشمل وأعم وأنعم لمن أنعم الله عليه.
ويخطئ من يقرر أن ينفذ أي خير بعد مماته بأن يوصي به اهله واولاده ،
لماذا لايكون عملك الخير في حياتك تراه أمامك وتسعد به وترى الناس يسعدون به ،
أنر مصباحك في حياتك واجعله يضيئ أمامك ليضيئ دربك.
حكى لي أحدهم حكايه : أن رجلا ميسوراً عاش في أم القرى قبل نحو مائة عام وكان له خادم مملوك يخدمه في جميع شؤونه الخاصة فإذا أذن مؤذن المسجد لصلاة الفجر أيقظه مملوكه وقدم له أبريق الوضوء وأشعل الفانوس، ومشى أمامه نحو المسجد، وذلك قبل عهد الكهرباء بل قبل
«الأتاريك» حيث كانت الشوارع متربة والأزقة مليئة بالحجارة ولا توجد إضاءة عامة ويكون الظلام دامساً من بعد غروب الشمس حتى طلوعها صبيحة اليوم التالي، فلما رأى ذلك الميسور تفاني مملوكه وخادمه قال له ذات يوم :
اسمع يا سعيد..
لقد كتبت في وصيتي الموجهة لورثتي أن تصبح حراً بعد وفاتي مكافأة لك على إخلاصك في خدمتي لعشرات السنوات فسكت الخادم ولم يعلق على ما سمعه من سيده!.
وفي فجر اليوم التالي قام كعادته وأسرج الفانوس ومشى به خلف الرجل الميسور فتعجب من فعلته .
وقال له: ما لك يا سعيد؟ لماذا لا تتقدم بالفانوس حتى تنير لي الطريق نحو المسجد ؟!
فأجابه خادمه بقوله: أنت يا سيدي الذي جعلت نورك وراءك..
عندما وعدتني بالحرية بعد مماتك ولم تقم بذلك في حياتك، ولماذا تجعلني أتمنى موتك حتى أنال حريتي بدل أن أتمنى لك طول العمر في طاعة الله.. ألا تعلم أني سأظل أخدمك وفياً لك حتى لو نلت على يديك حريتي ؟!.
وفهم الرجل الدرس جيداً وقال له : أنت يا سعيد حر من هذه اللحظة، فرد عليه قائلا: وأنا خادمك البر من هذه اللحظة.
(انتهت)
لماذا لا يكون عملكم الطيب خلال حياتكم تقدمون وتعجلون الخير لأنفسكم وتضيئون دروبكم.
خذ مصباحك معك ولا تتركه خلفك؟!
فلنجتهد ليكون نورنا أمامنا
جعلنا الله و إياكم ممن قال الله فيهم .
خذ مصباحك بيدك ولا تجعله بيد غيرك، فيحرمك الضياء والنور !!
إصنع سعادتك بنفسك ، ولا تكن سعادتك مرهونة بيد غيرك !!
من لم يضئ مصباح سعادته بيده، تخبط في ظلام تعاسته( بيد غيره) !!
إن لم تُسعِد نفسك في حياتك، فحرياً بغيرك ألا يسعدك بعد موتك !!
لماذا جعلت نورك وراءك ؟
درس استفدت منه