الوطن هو القيمة الغالية والعالية التي تسمو بها الروح وترتبط في عمق جذوره عواطفاً قوية يشعر بها نحو وطنه ومسقط روحه ،
ويخطئ معظمنا عندما يعتقد بأن الوطنية هي المواطنة ولكن في الواقع ان المصطلحان وجهان لعملة واحدة
فالمواطنة بالفرنسية تعني الفرد الذي يتمتع بعضوية بلد ما، ويستحق بذلك ما يترتب على تلك العضوية من امتيازات. وفي معناها السياسي، تُشير المواطنة إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها، والالتزامات التي تفرضها عليه؛ أو قد تعني مشاركة الفرد في أمور وطنه، وما يشعره بالانتماء إليه
اذا المواطنة تعرف على أنّها: الصفة التي تُمنح للمواطن والتي تتحدد بموجبها عدة أمور منها؛ الحقوق، والواجبات.
قد يبدو مصطلح المواطنة هجيناً، أو مستغرباً لدى البعض، والسبب في ذلك يعود إلى عدم وعي الناس بأبعاد هذا المصطلح،
وقد يخطئ العديدون عندما يُعرّفون المواطنة على أنها حب الوطن، فهذا التعريف مرتبط بمصطلح آخر وهو الوطنيّة،
كما تُعرِّف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنَّها: ”العلاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة“. وتؤكد دائرة المعارف البريطانية مفهومها للمواطنة، ”بأنَّ المواطنة على وجه العموم تسبغ على المواطن حقوقاً سياسية، مثل حق الانتخاب وتولي المناصب العامة“.
علية تعرَّفْ المواطنة بشكل عام أنَّها المكان الذي يستقر فيه الفرد بشكل ثابت داخل الدّولة أو يحمل جنسيتها ويكون مشاركاً في الحكم ويخضع للقوانين الصادرة عنها، ويتمتع بشكل متساوي دون أي نوع من التّمييز - كاللون أو اللغة - مع بقيّة المواطنين بمجموعة من الحقوق، ويلتزم بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة الّتي ينتمي إليها، بما تُشعره بالانتماء إليها.
ولتحقيق هذه المواطنة الأصيلة الصادقة لابد من أفعال وسلوكيات تنسجم وتتوافق مع أنظمة وقوانين الوطن حتى ينعم المواطن بإنضباط وتسيير آلية الإزدهار وفق منظومة مدروسة للمشاركة في حمايته وبقائه شامخاً أبياً
وبعبارة أخرى: الوطنية والمواطنة وجهان متباينان من وجوه الارتباط بالجماعة الوطنية، ووجودها السياسي.