يدور في خلد الكثيرين تساؤلات ، وترتسم علامات استفهام كثيرة في أذهانهم عندما يسمعون أخبارا هي إلى الخرافات أقرب ، أو يشاهدون حوارا متلفزا هو إلى الهراء أقرب ، أو يرون صورا تُتداول من صنيع عصبة الإفك ، أو عندما يسمع أحدهم لفظة نابية من أحد المأجورين في شارع ما وفي بلد يدَّعي الديموقراطية ، وكل ذلك يوجه بشكل خاص ومركز لبلده المملكة العربية السعودية .
تلك التساؤلات ربما لها من المبررات مايجعلها مشروعة ، فالنفس يجول بها سؤال محوري : لماذا نحن بالذات ؟ أي لماذا السعودية بحكامها وتأريخها ، وشعبها ومقدراتها وسياستها وأنظمتها وقضاءها ورموزها هي محور اهتمامهم
واتهامهم ؟
الإجابة لا تحتاج مزيدًا من التفكير فكل ذا نعمة محسود .
تعالوا نحسبها بعقل وبعيدا عن العواطف :
في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية تتأهب لطي آخر صفحاتها ، كان الملك عبدالعزيز يتأهب لتشكيل وحدة وطنية ونجح في ذلك ؛ رغم أن عواصف الحرب العالمية الثانية كانت في أوجها ، وأذرعة الاستعمار بدأت تتمدد في أنحاء مختلفة حوله .
بعد أن أنهى الملك عبدالعزيز كفاح التوحيد نبع النفط الذي كان نعمة الخالق الوارفة على عبادة الذين يقطنون أرضاً جدباء آنذاك يقتات أهلها على ماتجود به محاصيلهم أو سواعدهم .
توفي الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وتعاقب أبناؤه ملكاً عقب ملك ينهلون من معين النفط النابع ويبنون لبنات فوق أخرى ، بثبات وعزم وإرادة صلبة لاتتقهقر وبنهج إسلامي متزن رغم أطماع الاشتراكية الشيوعية والناصرية والبعثية وأتباع الغلو وأدعياء الانحلال ، فقافلتنا دوماً تسير بثبات ...
تنحى الملك سعود - رحمه الله- عن الحكم وقافلتنا تسير ، استُشهد الملك فيصل - رحمه الله- وقافلتنا تسير ، حاولت الحركة " الجهيمانيه " أن تشق الصف فانتصرنا والقافلة تسير ، حاول الغزو العراقي أن يلامس حدودنا فانتصرنا وفزعنا للجار وظلت القافلة تسير ، هبطت أسعار النفط ونحن نتكبد تكاليف فاتورة الغزو العراقي فتعايشنا وأبقينا القافلة تسير ، سقطت أبراج نيويورك فأشارت أصابع الافتراء إلينا ولكننا انتصرنا ، واستمرت القافلة تسير ، مرَّت الأزمة الاقتصادية العالمية علينا مرور الكرام لمتانة اقتصادنا واستمرت قافلتنا تسير ، هبَّت عواصف الربيع العربي فاجتاحت الأخضر واليابس إلا حقولنا ازدادت يناعا لأن قافلتنا تسير .
والآن ملكنا سلمان خطَّ خطًّا رفيعا مختلفا للتنمية في الداخل ولعلاقاتنا مع الخارج وأبقى القافلة تسير .
ولي العهد يخطو بقافلتنا سراعا نحو المستقبل حتى تستمر قافلتنا في المسير .
أتعلمون لماذا بقيت قافلتنا تسير ؟؟
لأن دستورنا الذي بنينا عليه كل لبناتنا كان الدستور الإلهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أعزائي فتيان اليوم : كل ماسطرته عالياً هو قليل بالنسبة للشرف الذي نتدثر به ليل نهار وهو خدمة الحرمين الشريفين بعُمَّارها وحجاجها وزوارها ، وهذا الشرف هو الذي يولَّد الحقد الأزلي على هذه البلاد إنسانا ومكانا ؛ بظنكم إنهم يريدون تدويل الحج ؟ أو رعاية الحاج أو خدمة المشاعر ؟
كلا إن المساس بسمعة بلدنا وإلحاق المثالب
بجهودها هو الهدف الأسمى لهم ، فلنكن أسمى منهم ولنسمو
بوطننا بعيدا عن صراخهم فليس لدينا وقتا لسماعهم فاليموتوا بغيضهم وهم ينظرونا نحتفل بيومنا الوطني التاسع والثمانين وأعناقنا تتطاول نحو العام 2030 حيث الرؤية .