بالأمس كنُّا صغار واليوم نكبر بأطوار ، ونظنُ ظناً كالخيال نبقى صغاراً للفناء ، هُوَ بين قولٍ واعتقاد بل عمرنا يمضي للأمام ، القول ماذا قد عملنا ؟ ، ماذا فعلنا في الحياة ؟ ، هل رضي عنا الإله أم مامضى ذهب سُداء ، هل كما بدأنا تنتهي أيامنا أم في طريق الاختلاف ؟ .
الآن نودعُ عامنا ذهب ولن يأتي محال ، جاء الجديد من الدقائق للزمان ، بل شهورٌ وأيام .
كونوا خفافاً كالحمام ، مروا مروراً كالكرام ، أحيوا قلوباً بائسة ظنت أن الفرح محال ، مدُوا يداكم للسلام وكونوا سلاماً في الزمان ، لا تتركوا روثاً في المكان ، وامضوا كنحلٍ في الهواء ، فقلوبنا تهوى البقاء ، وعقولنا تأبى الفرار ، وزماننا يمضي دهاء ، والعمر يجري للوراء ! ، في ذكريات أو عبرةٍ أو في أيامٍ مضت ولن تُعاد .
في العام ودعنا الكثير ! ، أعمارنا أحبابنا أشياؤنا وأفكارٌ انطوت في الخيال واليوم نستقبل عام .
وفِي العام حصلنا على مانريد ، فالبعض تقواهُ يزيد والبعض ارتقى وقام والبعض اجتاز الكثير والبعض وفق في الحياة ، فالحمدلله الكريم . والحمد نكثرهُ يارفاق فالحمدلله العظيم .
سنةٌ مضت حتى انقضت ، كانت طويلة في الشقاء ، وقَصُرت أيام الهناء ، سبحان ربي لا اعتراض فالخير فيما قلت والوعد النجاة .
وجمال ما صنع الإله أن السعادة لا محال تأتي ويعقبها العسير ويمضي لأن اليسر مفتاح النجاة ، تدبيرهُ في كونهِ يُحيي الضمير !
قولوا معي : سبحان الإله .
وعيوبنا يسترها البصير ، فلنبصر ونخشاه في سرنا وبين العِباد ، هذا هُوَ حال الحياة .. وفِي كل عام ستحلو الحياة ، آمالنا في طريق المجيء ، وأيامنا الحلوة تجِيء ، وأحلامنا بإكثار الدعاء .
العام راح ! فأهلاً بعامٍ قد أتانا ليكون لنا سعيد .
نآمل من الله الرحيم ، وندعوه وفِي القلب اليقين ، أن يجعل أيامنا تزين ، ويهدينا للطريق المستقيم ، ويطيب قلوب العبيد ، ويصبر من فقد الحبيب ، ويعين من في الدنيا ضعيف ، ويرزق من كان فقير ، ويرفع للأمة رايات السلام ، ويجمع بين عزيزٍ وقريب ، ويرزقنا إيماناً يزيد ، لنختم أعمارنا بالخير الكثير ، ويكون مثوانا جنات النعيم .