ما اجمل ان يكون القلم حرا؟ يثني عندما يستحق الموقف الثناء ، وينتقد ايضا حينما يتطلب الامر ذلك. حينها يكون الانصاف هو سيد الموقف.
حديثي اليوم يخص وزير العمل والشؤون الاجتماعية بالعراق معالي السيد الدكتور باسم عبد الزمان ، والذي منذ توليه المنصب لليوم كان بمثابة شعلة وهاجة من النشاط والعمل الدؤوب.
فالرجل ما انفك يسعى لاستيعاب كل من يستحق ضمن برنامج الرعاية الاجتماعية بعد اخضاعه لسلسلة اجراءات تمحيصية. كما عمل على الحد من الروتين الاداري القاتل في ترويج المعاملات من خلال الايعاز - شخصياً - لفرق الرصد الميدانية للتحري عن احوال المتقدمين وتقديم شرح واف لمكتبه كي يتسنى له شمول كل من تقطعت به السبل او اعياه شظف العيش بهذا البرنامج الانساني الكبير.
قبل أن اقف عن كثب حيال نشاط واداء هذا الوزير الطموح كنت أنتقد أي مسؤول لمجرد أنه مسؤول نظرا لإيماني العميق بأن المنصب تكليف وليس تشريف. لكن حينما واكبت تحركات وزير العمل والشؤون الاجتماعية الحالي لمست حقيقة نزول الوزير للميدان وابتعاده عن مكتبه وسعيه الدائم على توظيف الامكانات المتاحة لخدمة المتعففين والمحتاجين والمستحقين.
حقيقة سأشهد بها أمام ربي يوم الدين حينما تسلم هذا الوزير المنصف رسالة عبر هاتفه من مواطن معدم ومحتاج ليبادر هو بدوره إلى إرسالها لمكتبه وإيعازه لفريق الرصد بتولي الأمر في سابقة غير مألوفة اكاد أجزم أن الدوائر العراقية لم تشهدها من قبل.
أكتب كلماتي هذه بتجرد عن العاطفة أو التملق - لا سمح الله - لأشهد أمام الشعب بأننا وكما أن من حقنا أن ننتقد كل مسؤول مقصر أو متلكئ فاننا في ذات الوقت مدعوون لأن نبحث عن مسؤول بمرتبة وزير هذه المرة يكافح من أجل إبراء ذمته أمام الله والشعب خلال أداء وظيفته في منصبه.
كل التحايا لهذا الانسان العراقي الاصيل والمنصف وعشمي بباقي الوزراء والمسؤولين ان يحذو على ذات النهج ويزرعوا املا في نفوس الشعب المحبط عنوانه (الدنيا لا زالت بخير) والله من وراء القصد.