ما بال شمسي لِلغروب تميلُ
وزهور روضي غالَهُنّ ذبولُ
والنفس ملّت كل شيءٍ حولها
والقلب من كُثر الهموم عليلُ
وغزت جيوشُ الشيبِ رأسي بعدما
ولّى الشباب وعمره المعسولُ
والجسم بعد فتوّةٍ ونضارةٍ
خارت قواهُ اليوم فَهوَ هزيل
وتفرّق السُّمّار من حولي وقد
عمّ الهدوءُ وأُطفىء القنديل
والبدر بعد تمامهِ في ليلتي
أضحى هلالاً يعتريه نحول
سبحان من جعل الكمال بدايةً ..
للنقص وهو الكامل المأمول
شاهدتُ ما حولي بقلبٍ وَاجِفٍ
وحسامُ حزني بَاتِرٌ مسلول
فعلمتْ أن العمر يُشبه رحلةً
وَلَرُبّمَا فوق التراب تطول
ولَربما كانت نهاية رحلتي
في ليلتي إن الزمان يغول
فزهِدتُ في الدنيا لعلمي أنها
حلمّ وزخرف عيشها سيزول
ولكم سعيت وراء رزقي جَاهِداً
وأنا بما يُخفي الزمان جهول
خدعتني الدنيا فسرتُ وراءها
عندي لما تُملي عليّ قبول
وتسابقت آمال نفسي تشتهي
ما في الوجود كأنهن خيول
فغدت تحث الرّكضَ في بيدائها
ولَها على طول الطريق صهيل
تعبَت ولم تبلغ نهاية دربها
ورحيل من ضلّ الطريق طويل
وَتَوَقَّفَت لِلعقل شدّ عنانها
وتلفّتت فإذا المتاع قليل
فهمست للنفس الجهولة إنني
عن كل ما اقترفت يَدِي مسؤول
فإذا وقفتُ أمام ربي واجفاً
ماذا تُراني للإله أقول ؟!
ومعي كتابي فيه كل صغيرةٍ
وكبيرةٍ إنّ المصاب جَليل
لم يغفل الرحمن عني لحظةً
وجَوارحي يوم النّشور تقول :
أرغمتنا ظُلماً على ما تشتهي
فاصمت فأنت القاتل المقتول
يا من سعيت إلى الذّنوب بعزّةٍ
واليوم أنت لما فعلت ذليل
ونظرتُ حولي ما وجدتُ مواسياً
ودعوت جهدي ما أجاب خليل
فصرختُ وااااندمي على ما قد مضى
مِني وهل يُجدي الأسير عويل ؟
ياليتني كافحتُ قبل منيّتي
إن الكفاح إلى النجاح سبيل
وصحوت من حلمي وكل جوارحي
شُلّت ودمعي من أساي يسيل
ورفعت للرحمن كفَي داعياً
إن الدعاء إلى الإله رسول
ياااارب إني قد أتيتك تائباً
دمعي على ندم الفؤاد دليل
فارحم مُسيئاً خلف بابك راجياً
عفوًا فإن العفو منك جميل
?????
1993