كُسِرت على صخر الهموم دواتي
..... وتناثرت فـي قفرهـا كلماتـي
شَرِبت مداد الحزن واغتسلت بهِ
...... واستَلّت الأكفان مـن زَفَراتـي
شاهَدتُ في قفر الهموم قبورَهـا
...... فتسابقت من فيضهـا عَبَراتـي
لم يبق في كفي سوى قلمي فما
....... جدوى اليراع وقد فقدتُ دواتـي
فحملتهُ ومضيت في درب الأسى
...... ورأيت في قسماتـه قسماتـي
شاهدت نفسي في بريق دموعه
....... فـي وجنتيـه تـلألأت مرآتـي
وكأنما قلمـي أحـسّ بلوعتـي
...... وتغلغلت فـي روحـه مأساتـي
فمضى يشاطرني الهموم مكابراً
..... ويمسِّح العبرات مـن وجناتـي
قد كان يقضي نحبه ظمـأً ولـم
..... يشكُ المُصاب وقد تَقَمّص ذاتـي
فغرزت في وسط الوريد لسانـهُ
....... وسقيته بدمي ونبـض حياتـي
لأَرُدَّ بعـض جميـلـه ولعـلّـهُ
....... يتلو على سمع الهـوى آهاتـي
قل أيها القلـم الوفّـي لِسَائـلٍ
..... عن سرّ هذا الحزن في أبياتـي
قل إنّ شِعري نَزف قلبٍ موجـعٍ
...... رقصـت علـى أنغامـه أنّاتـي
واكتب جميع قصائدي بدمي فقد
...... تشجي مُحبَّ قصائدي نبضاتـي
إني قضيت مع الأسى عمري فما
...... لانت لَهُ طـول الحيـاة قناتـي
كانت سِجَـالاً حربنـا فهزمتـه
..... ورفعت فوق حصونـه راياتـي
سيفي هو الإيمـان بالله الـذي
.....بَعَث الرسـول بمحكـم الآيـات
درعـي أمـام نبالـه ورماحـه
..... صومي وحسن تعاملي وصلاتي
مصباحي القرآن أحفظـه ومـن
....... هدي الرسول المصطفى مشكاتي
بشراك يا قلمي جميـع مخاوفـي
...... ماتـت وزاد تشّوقـي لـلآتـي
ما بتُّ أخشى من صروف زماننا
...... وفمي يلجُّ بأصـدق الدعـوات
مابات يعجبني من الدنيا سوى
....... نجوى الاله بأعذب الهمسات
ماذا سيُعجِبني وآخـر رحلتـي
....... قبرٌ سأدفن فيـه بعـد مماتـي
يـا رب عفـوك يا كريـم فإنهـا
...... كَثُرَت وأشقت خافقـي هفواتـي
إني علمت بأن عفوك فوق مـا
...... أبدي وما أخفـي مـن الـزلاّت
أملي الذي أحيا به هـو أننـي
....... بعد اليقين سلكت درب نجاتـي
حتى وقفت أمام بابـك خاشعـاً
..... أبكي على ما ضاع مـن أوقاتـي
كَسَّرتُ أكواب الذنوب جميعهـا
...... وأفاق قلبي بعـد طـول سُبـات
وتركت غاياتي وأبحر زورقـي
...... نحـو الإلـه لأِنبَـلِ الغـايـات
يااااغافـر الـزلاّت جئتـك تائبـاً
....... فاجمع بجنّـات النّعيـم شتاتـي
???
بحتري الباحة : حسن الزهراني