لدى وزارة التعليم تجارب كثيرة أجرتها علينا نحن الطلاب، لكن قليلاً منها نجح والكثير فشل. حتى الوقت الحالي لاتزال التجارب مستمرة والنتائج مجهولة وهذه بعض الملاحظات التي أتمنى من المسؤولين أخذ الاعتبار بها قبل تفاقم الوضع:
أولاً: هل المقصود من اختبارات الرام والقدرات هو تقدير معلومات الطالب العامة أم ما درس؟ في حالة ما درس، فالوضع مقيّم أصلا بالاختبارات ومن المفترض أن لا تختلف المعلومات العامة المفيدة عما يدرسه لأنها غاية العلم في الأساس. بسبب هذا الخلل لقد أصبح ذهابه إجباريا حتى يواكب العلم إلى الدورات التي أصبحت إعلاناتها أكثر من الإعلانات السياحية.
ثانياً: اختصار كل مواد اللغة العربية في مقرر واحد اسمه لغتي الجميلة تجربة خطيرة إذ كان من الأفضل تسميتها «لغتي باختصار» إذ إن لها مردوداً سيئاً خاصة في وقتنا الحاضر، حيث تتعرض كلمات وتاريخ اللغة إلى الهجوم الشرس من اللغات الأخرى وشيئا فشيئا تتعرض الكلمات إلى الانقراض حتى أحد أصدقائي ألف رواية سيطرت كلمة (أوكي) على صفحاتها.
مع الملاحظ هبوط مستوى معلمي اللغة العربية مقارنة بما درسناه في السابق على أيدي الإخوة العرب من سوريا أو السودان.
اصبح لدينا جيل سيّء بالإملاء واخطاء يندى لها الجبين . ويجهل القراءة بطريقة صحيحة و المصيبة ان هؤلاء اصبحوا يطبعون روايات و كتب مليئة بالأخطاء الإملائية.
في السابق كانت هناك مادة مستقلة لكل علم باللغة فهناك مادة النحو والصرف ومادة للمطالعة حيث يتعلم النشأ القراءة واستخراج المعلومات
الان لدينا جيل لا يفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية و يكتب أحوبكي بدلا من احُبكِ و لا داعب للقراءة كي يستخرج المعلومات بِما ان العم قوقل موجود
ثالثاً: العلم لابد أن يتصل بالواقع إذ لم يجرب الطالب ما يدرسه في حقل الحياة فما الفائدة منه؟ إن مختبرات المدارس أصبحت آيلة إلى الانقراض وتحتاج دعماً مالياً فورياً حتى يستوعب الطالب ما يدرس. وهنا نذكر الحكمة (لقِنِّي وقد أتعلم وأشركني ولن أنسى).
رابعاً: متى تدرس اللغة الإنجليزية بالطريقة الصحيحة؟ التركيز بزيادة مقررات اللغة مطلوب لأنه مطلب لابد من توفره لأدنى وظيفة في هذه الأيام ولو كان محاسباً في محلات تجارية فكيف بمن يريد أن يصبح مهندساً أو طبيباً؟
خامساً: لماذا انتهت البرامج التعليمية المتلفزة؟ كنت في الصغر من متابعي (شارع السمسم) الإنجليزي الذي كانت تعرضه القناة الثالثة مع برنامج افتح ياسمسم للغة العربية التي أقول إنني أدين لها بأكثر مما تعلمته من مدارسنا الحكومية!
إن نجاحنا كأمّة في هذا العالم لن يكون دون نجاح نظام التعليم عندنا، وهناك كثير من الملاحظات والنجاح يحتاج لتضافر الجهود من الجميع ولابد من أن يتحول القطاع من مستهلك إلى منتج ويكفي لو ركز على براءات الاختراعات المتناثرة بلا رقيب في بلدنا التي تحتاج من يتبناها لأصبح مدخولا قوياً