( إذا وصلت إلى هذه الصفحة فلا تفكر فيما كتبت أنا ، فكر فيما قرأت أنت )
بهذه الجملة أسدل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الستار على كتابه ( كلمات )
طويت الصفحة الأخيرة و لم أذهب عنها ، بل مضيت معها جنباً إلى جنب ، إذ ارتأيتها رفقة و طريق ، أشدت بها إليها و تأملت ما بين سطريها إلى أن انبعثت جناحيها ....
نعم .. إنه خالد الفيصل ذو الكلمة المجنحة التي تحلق بالقارئ مقالاً و قصيداً على حد سواء ،
حين قرأت كتابه لم تستوقفني الجملة المكتوبة على الدفة الأخيرة فحسب و إن تحقق ذلك لما وصلت إليها بهذا الشغف ، و يبدو أن سموه كتب بمداد ذهب لا حبر ، إذ أن الكلمات تلآلآت أمامي كما يفعل الماس في العقد أو الطوق !
و قد ظلت متوهجة إلى أن نبض الضوء في فكرتي ، فأتيت لأزيل الخمار عنها خوفاً من أن تُجهض ، فمضيت بها بعيداً عن أسلافها حتى تمخضت في مهدِ النور !
و هذا ما أحدثه دايم السيف للفكرة بعد أن وهبني الإلهام و الحدس ، حين فرغت من قراءة سطوره شعرت بأنه يدعو لاستقلالية فكرية و لعل القراءة إحدى السبل المؤدية لذلك و لكن يجب أن تكون من منهج التبادل لا التلقي و التلقين ، فمتى ما أصبح القارئ متلقياً فقط ، غدت معرفته تعيسة ، تعيسة جداً ، و بطريقة أخرى أثار سموه أهميتها حيث قال ( و هل أجافي الحقيقة إن قلت إننا العرب و المسلمين عامة علينا أن نعود إلى القراءة الصحيحة حيث طلب العلم المتكامل )
كما جاء امتعاضه من تقاعس العرب عن حضاراتهم التي سُلبت منهم مستشهداً بذلك بما أخذه نابليون عن علماء الشريعة الاسلامية في مصر ، أيضاً دعا من خلال هذا الكتاب إلى فتح الباب واسعاً أمام المبدعين و الموهوبين ، و لأنه قولاً و فعلاً نجده على الدوام مشجعاً للعديد من المبادرات الثقافية التي تنهض بأبناء وطنه ، و إن نظرت إليه حينها ستجده حريصاً عليهم تماماً كحرص الأب على أبنائه وهذا ليس مستغرب على سليل الملك فيصل ، إذ يُذكر أن الأمير بندر الفيصل أمسك بيد أبيه ليقبلها ، فرفض قائلاً : ألم أنبه عليكم أن لا يقبل أحد منكم يدي ، فقالت له زوجته : إنه إبنك فأجابها متسائلاً : و باقي أبناء المملكة ليسوا أبنائي ؟
وختاماً لأني مفتونة جداً بتلك الأغنيات العذبة التي كتبها ، و التي ترنم بها فنان العرب ، اسمحو لي بالخروج عن النص قليلاً ، لأقف هنا ( والهوى غنى طرب .. تستثيره بسمتك ) أو لأقف هناك ( أشبهه باللي عسيف من الخيل تلعب وأنا حبل الرسن في يديا ) فأنا أودّ أن أقول لسموه : سلمت لنا قريحتك يا سيدي ، فقد أمتعتنا كما لم يفعل شاعر من قبل ...
_____________
كما ترجمت المقال بصورة مختصرة ، أستاذ الأدب الانجليزي : نادية خوندنة ، وذلك في السطور التالية :
HRH Khalid Al Faisal’ Words
“When you reach this far in the book, do not think of what I wrote, think of what you have read instead”.
This was the closing curtain of his HRH book, Words. I turned the last page and was mesmerized in awe. Obviously, it was not the only sentence that charmed me, otherwise, passion would not have brought me “this far”.
The book’s golden words, as if in a diamond necklace, were glowing before my eyes! They expressed the writer’s dismay of the Arabs’ indifference towards their lost civilization while, Europeans benefitted well from Islamic heritage.
Besides, the writer promoted intellectual independence and providing all possible encouragement and support to talented Saudis. In fact, this is very natural of a noble descendant of King Faisal.
Finally, I would like to express my gratitude to HRH, the eloquent poet whose lyrics enchant us forever, for the perpetual delight one feels reading him or listening to his love songs:
“Love sang in ecstasy… charmed by your smile”.
“She is an untamed stallion, but I hold the halter.”