*****
صديقان : أفسد صفاء محبتهما الشيطان . فقتل أحدهما الآخر بسكين ولاذ بالفرار وعندما عاد إليه عقله ورأى دماء صديقه في يده وفي السكين التي في يده . طعن نفسه وحاول الانتحار فأنقذه من كان حوله وأودع السجن ينتظر اللحظة الحاسمة .
?▪▪?
الجرح جرحك والدماء دمائي
والخنجر المسموم في أحشائي
شُلّت يميني يا ( عليّ ) هي التي
خانت فؤادي – في صميم صفائي
وأطاعت الشيطان ياااالعقوقها
وَطَوَتْ بأمواج الظلام ضيائي
وانسل سهم الموت عَبْرَ جنونها
لِيَخُطّ في سطر الزمان عنائي
أنا ما قتلتك بل قتلت سعادتي
ودفنتُ في جنبيك وجهَ هنائي
قف يا علي فأنت حيٌّ لم تزل
واسمع على قبر الحبيب بكائي
قف يا صديقي إن نهر مودّتي
ما زال يبحث عنك في أشلائي
أنصتْ لِصوتي إذْ دعوتك يا أخي
فمضى يُزلزل سائر الأرجاء
ضاع الصدى في كل أصقاع المدى
والليل يَلبِس بُرْدَةَ الإصغاء
وأنا أسيرُ الموت في (زنزانتي)
الدمع زادي مُذْ رحلتَ ومائي
***
القبرُ قبرك والفناء فنائي
يا من بموتك ذاع صِيتُ شقائي
يا من فقدت بموته كلّ المنى
وثوى بقبرك إذْ ثويتَ : رجائي
( قابيل ) قبلي ذاق لوعة بطشه
حزنًا ( وموسى ) لاذَ بالبيداء
وَلإِخوة الصدّيق ( يوسفَ ) قصةٌ
في مُحكم التّنزيل لِلعقلاء
ألقَوهُ في ( جُبٍّ ) فقابل غدرهم
عفوًا – وتلك سجيّة الكرماء
فاخبر ( أباك ) بما تُكِنّ جوانحي
من صدق حبٍّ ناصعٍ ووفاء
بل قُل ( لجدّك ) – قل ( لأِمّك ) إنني
بَشرٌ ولم أُعصم من الأخطاء
فليرحموا ( أمي ) التي أودى بها
هول المصاب وهائج الأرزاء
باتت على جمر النّحيب ودمعها
لَهَبٌ يؤجّج حُرقة البؤساء
قامت على قوس الأنين كئيبةً
ما بين خوفٍ قاتلٍ ورجاء
***
الصّوتُ صوتك والنداء ندائي
والكفُّ كفك والدّعاء دعائي
جسمان كُنّا : روحنا ممزوجةٌ
بعبير مرحمةٍ وصدق إخاء
ولقد صحوت على دمائك في يدي
فمزجتها من لوعتي بدمائي
لِيكون مضجعنا بقبرٍ واحدٍ
لَكِنْ قضاء الله فوق قضائي
وَسَعَى لإنقاذي أُناسٌ لَيتهم
قبِلوا رجائي أن أموت بدائي
لكنهم حسبوا حياتي مغنمًا
وسعادتي لو يعلمون : فنائي
ما زلتَ حيّاً رغم دفنكَ في الثّرى
وأنا أموت أسىً مع الأحياء
في كل ثانيةٍ أموت ندامةً
وتضيق أرضي حسرةً وسمائي
لكنّ أهلكَ يا عليُّ تلهّفوا
لِدمي ولم يصغوا لِطولِ ندائي
لو كان في قتلى حياتك يا أخي
لَغَرزتُ هذا القيد في أحشائي
لكنّ أمر الله تَمّ ومالنا
إلاّ الرّضا بالأمر دون مِراء
أَوَمَا دَرَوا أنّي قتيل ندامتي
غَرِقَتْ مناي بدمعةٍ سوداء.؟
***
الموت قبلي والحسام ورائي
وأنا سجين الخِرقة البيضاء
اليوم سيف العدل يُلقي هامتي
في الأرض دون تألّمٍ وبكاء
وأنا رضيت بحكم ربّي دونما
أسفٍ . لأنّ الموت بعض دوائي
يا من شهدتم مقتلي لا تعجبوا
من قصتي . وخذوا دمي بردائي
ألقوهُ بين يدي أميرة خافقي :
أمُي ، لِيَرفَع وَطْأةَ الإعياء
لِتَشُمَّ رائحتي ويبقى عندها
ذكرى لمن فقدت ، وبعض عزاء
***
الوعد وعدك والوفاء وفائي
وأنا فداؤك إذ ذهبت فدائي
ناديتُ أَهْلَكَ يا علي فأعرضوا
عنّي ، فصبحي مظلمٌ ومسائي
عاد النّداء المرّ يكتم سرّه
فأذاب صدر الصخرة الصمّاء
فتفجّرت منها دموع أحبتي
تروي قلوب الناس من أنبائي
شعر / حسن محمد الزهراني
1 comment
1 ping
ابوفهد
03/04/2019 at 6:54 م[3] Link to this comment
صح لسانك ، صح بوحك ، صح إحساسك و حي منطوقك