الدكان جزء أساسي من اقتصاد أي بلد قبل ان يكون جزءً هاماً من تراثها. عندما نتحدث عن الدكان و صاحبه، فكأنما تتحدث عن فرد من العائلة. و إليك هذه المعلومة اللطيفة، ففي كل حارة يوجد مخبرين يعلمون بمعظم اسرارها ومنهم صاحب الدكان، الذي يعرف من يشتري بالدين، ومن يسدد على الفور و وقت مجيئ الرجل من عمله اليومي و ربما حتى عدد اطفاله.
سابقاً كانت الأسواق الشعبية جزءً لا يتجزأ من كيان كل مدينة، بل يمثل عمقاً تاريخياً وعبقاً يشتاق اليه من عاصر تلك الحقبة الطرية بالأفكار والاحلام. كل مدينة مهما تطورت تظل تحافظ على ارثها التاريخي و خاصة الأسواق الشعبية التي أصبحت معلماً سياحياً هاماً في كل دولة.و إليك عزيزي بعض الأمثلة من دول خليجنا مثل سوق المباركية بالكويت و سوق بوابة البحرين و سوق دبي القديم الذي لا زال موجوداً رغم التطور الهائل الذي وصلت اليه دبي و مجمعاتها الفارهة .
تظل تلك الأسواق الشعبية مقصداً يرتداها السياح ومورد اقتصادي هام لأبناء البلد. مرت الاسوق الشعبية بالمنطقة بأوقات حرجة بسبب العرب الوافدين مما دفع بأبناء البلد لتركها لعدم قدرتهم على المنافسة .ازداد الوضع سوءً مع ظهور المجمعات التجارية المكيفة فقل زبائنها كثيرا .ولكن مع رؤية 2030 و الحرص على توطين أبناء البلد تصبح الأسواق الشعبية مكان هاما لإعادة الثقة في النهوض بها. فهي فرصة ممتازة لابناء البلد بالعمل والنشاط من الجنسين الذكور والاناث.
أتمنى ان تلتفت هيئة السياحة الي الأسواق الشعبية وتطورها بحيث تناسب كل الاعمار والاذواق. بتوفير مطاعم مناسبة و مرافق صحية وملاعب للأطفال تناسب ما تتطلع اليه رؤية 2030.