يتسم الخطاب السياسي السعودي , في مضمونه ومحتواه, دائما بالوضوح والاتزان , لإبراز نهج وقيم المملكة العربية السعودي الثابتة والراسخة في مكافحة التطرف و الإرهاب ,بكافة اشكالة الأيدلوجية (الدينية العرقية الطائفية ...) هذا ما تضمنته , برقيتي العزاء التي وجهها, خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان , إلى الحاكمة العامة لنيوزيلندا, باتسي ريدي, ابدوا فيها , (وقوف ومساندة المملكة لنيوزيلندا في مواجهة العمل الإرهابي الذي راح ضحيته 50 قتيلاً وعشرات الجرحى, وكذلك , البيان الصادر لإدانة لمجزرة الشنيعة ,التي استهدفت المصلين الآمنين بمسجدين في نيوزلندا، والتأكيد على تحمل المجتمع الدولي مسئوليته في مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب، التي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب..
استفاق العالم الأيام الماضية, على فاجعة إطلاق النار على مصلين بمسجدين في كرايست تشيرش, والتي نفذها (برينتون تارنت) اليميني الأسترالي المتطرف (28 عاما) والذي وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بالإرهابي العنيف...بعد قيامه ، بارتكاب المجزرة الإرهابية الشنيعة, وبثه جريمته على الهواء مباشرة من صفحته بالفيسبوك،التي احتوت على وثيقة نشرها على الانترنت (75 صفحة )،ذكر فيه انه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، وأهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، و الانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم ... مطالبا بترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبي,,,وأنه شكل أفكاره من خلال الانترنت، مشيرا إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011 ..بحسب أقوال منفذ الهجوم.
لاشك أن صعود التيارات اليمينية في الغرب , وما تحتويه من خطابات شعبوية وفئوية متطرفة وعنصرية مناهضة للمهاجرين واللاقليات ومنهم المسلمة, كان لها أثرا سلبيا في تنامي الفكر اليميني المتطرف لدى جمهورها وناخبيها ... ولعل ماصرح به مؤخرا السناتور الاسترالي فريسر آنينغ : (إن هجرة المسلمين كانت سببا لهجوم يوم الجمعة ... ), ليس ببعيد عن هذا النهج اليميني المتطرف !
الجدير بالذكر , ان استراليا ستشهد انتخابات فيدرالية عامة في منتصف2019 بين حزب الأحرار الحاكم والذي يشهد صراعا داخليا بين جناحية ( المعتدل والمحافظ المتشدد ) برئاسة رئيس الحكومة الحالي موريسون والذي عُرف في الحلبة السياسية ، بسياساته المتشدّدة حيال المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى بلاده بحرا ,وبين حزب العمال ( الاشتراكي الديمقراطي ) ورئيسة بيل شورتن ذو النهج الاكثر اعتدالا.
وبالتالي , لابد من إبراز وتعميم الخطابات السياسية المعتدلة في طرحها لإشاعة المحبة والسلام بين الشعوب كخطاب وبيان خادم الحرمين الشريفين انف الذكر.
ونبذ وكشف خطابات الكراهية و العنصرية المتنامية التي تتبناها الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى الرأي العام العالمي...
وبالله التوفيق.
دكتور محمد بن صالح الحربي
@dr_mohalharbi
mssh40@hotmail.com