أمر الله القلم وخط المقادير بأمر الله وقدرته ، ومنها عرف الخلق الكتابة ، وكان العرب لايعرفون كتباً تخصهم بذاتهم قبل القرآن و كانت كتاباتهم لا تتجاوز صفحتين ، وكان القرآن هو أكبر نص عربي طويل ، وتفنّن الكتّاب بعده بالمقالات المطولة و الكتب ، و عرفوا الحروف و الأشكال ، هل تعلم أن الكتّاب قبل البشر ليسوا بشراً ! ؟ فأول الكتّاب هو القلم سيد مايسطرون ، ثم الملائكة الحافظين الكرام الكاتبين ، إن دولتنا الرشيدة أنشأت مركز الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، و أنشأت مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية فما المغزى من المقال أيها الأفاضل ؟!
لقد تحرر القرار عند البشر و هدوا الى النجدين وفي آخر المطاف تنازعوا أمرهم بينهم ، فمنهم مهتدٍ و منهم غير ذلك ، و النتيجة ...! في "كتاب " يُستلم باليمين لأصحاب الفوز و الفلاح و الكتاب الآخر يُأخذ بشماله أو من وراء ظهره وهم أشقى الخلق ، أعزائي نفعل الخير و نفيد ذالحاجة و المضطر و نكتب الحق و الحكمة و العلوم النافعة فتكون صدقةً جارية فنرى ما كتبت أفعالنا ونستفيد مما كتبنا ، و بعضنا يكتب الضلالات و البدع و يُرسّخ في قرطاسه الذي تخطه أنامله" الفواحش " فيأثم و تكون وبالاً عليه ، هانحن نسابق الدول في التنمية و النهضة و نخطط بأيدي مستشارين أفذاذ و متعلمين نجباء فندعم البلاد بالمشاريع الهادفة و سيقيده في القراطيس و المواقع الإلكترونية "كتّاب" هذا الزمان للتاريخ ويقولون بأنها " المرحلة الذهبية" ويقيمها من بعدنا بعصر النهضة ، كتبها من أجاد قراءة الواقع و استراتيجية النهوض للعالمية ، و قد مر بالأقوام السابقة و الدول القديمة نهضةً زالت أجسادهم ولم تزل آثارهم ، اما كتبهم فهي محفوظة في المتاحف والمكتبات، أتعلمون لماذا ؟ لأن كتّابهم دونوا في حياتهم ماجعل ثقافتهم حية في وقتنا الحالي . إن الكتّاب الناصحون هم الذين حفظوا نعمة القلم بذكر المآثر وتعديل الهفوات بمساراتها المعتمدة سواءً مع الوزارات أو الشخوص مباشرة ، وكم نفع هذا الكاتب الأديب الأريب و غيّر من أحداث وقرارات والناس لايعلمون . أعمال خيّرة ، مكارم متوارَثة ، أفعال حميدة هذا الكاتب صاحب مآثِر حميدة في المجتمع وعند المسؤلين .ايها الكاتب إن تصحيح الأخطاء لا يلزم منه التثريب والتشهير والقذف، وتعرية المخطئ أمام الناس ، وأخيراً سأختم بأفعالنا نكتب ماسيقال عنا بعد مماتنا سواءً حكومات أو مسؤولين . ولكل عزيز بطانة و حكماء و أخلاء " اللهم أرزقهم البطانة الناصحة الصالحة أيها القارئ : "ارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها، فالذِكرُ للإنسان .. عُمرٌ ثاني !
فتعامل مع أفعالك بحذر فالكتًاب ربما لايرحمون واترك لك سنةً حسنة و كن قدوة ..
ومن جواهر المعري يقول :
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه
وكاتب الخط تحت الأرض مدفون