تتوازن حياتك بما تقدم من العطاء ، وبما تبحث عنه ، "ماتبحث عنه ، يبحث عنك ". والفهم من اللفظ المقصود ، للوصول الى المعنى ومبتغاه .
فلكل مسبب سبب ولكل سبب عمق ، وقصد، وغاية ، وحكمة اوجدها الله ووضعها في اسبابها وهي حقيقة المعنى .
من فتح الله عليه واكرمه .. فهمه وارشده .
فالهدى اعمق العطايا ،والهدايا والمنح ،
لانه خارطة الطريق للعيش في هذه الحياة والهداية للطريق الحق ...
للهدى .. للرشد .. للحكمة .. للفهم .. للادراك .. للحقيقة .. للحق .
والحق! كله من الله، والى الله ، فقوله تعالى ..حق .. وخلقه حق .. واياته حق ، فهو الحق .
ومن اراد الله به خيرا ،فتح عليه ، ارشده الى الطريقة .. التي توصله الى فهم الحقيقة .
"من يهدي الله فلا مضل له " يهدي الى الرشد " الحمدلله الذي هدانا لهذا " اهدنا الصراط المستقيم " ذك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "
فمن هداه الله ، فهم معنى انه الحق ، وتلذذ بكل ما اوجده الله الحق .
فيستشعر ذلك في حركاته وسكناته وكل ماخلقة الله من حوله .
وليس الفهم العام ، بل عمق الفهم ، وفهم الحقيقة .
فيعش حياته يستشعر معنى الحياة ، وغاية الخلق ،فيعش مرح الاطفال ومعنى احلام الفقراء، وهدوء المسنين
وطاقة الشباب ، وكبرياء العظماء ، وتقى العلماء، وفهم رسالة الانبياء يعيش حياة السعداء .فيرزقة الله الرضا والغنى والاستغناء عن البشر واللجوء الى رب البشر ، والاستمتاع بما خلق الله لان ما حوله مكمل لحياة يهبه الله لكل ، وبنفس القدر ، بطرقه المختلفة ، وفق مايحتاجه .
فالعطاء اشكاله متعدده
يحكى أن أحد الحكماء سال يوما :
ما هو الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟
لم يجبهم الحكيم لكنه دعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده... ،
ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر ! واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ! حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم ..
قال الحكيم : حسنا والآن انظروا ! ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ،فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوهمم الوضيئة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ! فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله وقاموا شبعانين ..
وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا ! فمن يعطي هو الرابح دوما ע من يأخذ.
فسيعطه قدر ما يحتاج .
تحياتي
د.عثمان عطا
1 comment
1 ping
ابومهند
01/02/2019 at 10:07 م[3] Link to this comment
كلام في الصميم سعادة الدكتور الهداية والحب من عوامل السعادة في الدنيا والآخرة سررت كثيراً بالمقال