منذ شهور توفيت صديقة الحرف الدكتورة هيام الرفاعي رحمها الله و أسكنها جنات النعيم ، تعرفت عليها من خلال موقع التواصل الاجتماعي " تويتر " و قد جمعتنا ( صداقة لم تلتق فيها إلا الأرواح ) و هنا أستشهد بالشاعر الزاهي : زاهي وهبي الذي لّوح لها في وداعها بهذه العبارة العميقة ، و لأنه كان القاسم المشترك بيننا إذ وقفنا على ضفاف شعره طويلاً ، أردت أن أشير إليه هُنا من باب الانصاف و التقدير .. و أخيراً و ليس آخراً ، ليس كل من يرحل يترك لنا إرث عظيم و لكن هيام فعلت ...
بوركت حرفاً في الأرض و قلباً في السماء ...
هيام يا أرزة لبنان
و يا شجرة الميلاد
و يا عروس المطر ..
أبحث عنكِ بين الضجر !
أين أنتِ يا صديقة الحرف ؟
لاتختبئي .. لا تطفئي النور
فما عادت للفتائل بصيرة ،
شمعتي اليوم ضريرة
حمقاء متعالية غريرة
فهل من مساجلة أخيرة ؟
نائمة أنتِ كعين قريرة ..
و لكن كلماتك تفيضُ بنفسها !
لعل يأتِ بها حدسها !
اكتبي بمداد الهمس و بخيوط الشمس
و بأثر رجعي عن يوم أمس ..
هيا ألقي قلمك ،
ليلقف ما يأفِكون
ليأتي بالكاف و النُّون !
على مِصرعي الجنون ..
أما قلمي فلا تُنشديه
فما ثاب و لا أناب ، بيد أنه الغياب
اختلى في اليباب ! فهل من باب ؟
أ تذكرين حين مرت
تلك المرأة بجرحها المفتوح !
كانت تشيّد الألم كالصروح
ينأى قلبها و أخرى ينوح
فهرعتُ أنا لأرثيها
فقالت : وردتي من سيسقيها ؟
فبكت إلى أن تمزقت مآقيها
هيام يا هائمة !
هل لازلتِ غائمة ؟
ستمطرين ؟
أم أن أحلامك رائمة ؟
ستفيقين ؟
أم أنك الأميرة النائمة ؟
ذات يوم أتيتِ من وحي الصهيل
فنثرت حولك الورد وبعض الإكليل
و تمنيتُ لكِ العمر المزهر الطويل ..
و لكن ماذا عساي أن أقول ؟
هل أقتفي أثرُ المعقول ؟
أم أحيل حرفي لزجاج مصقول
علّي أراك... علكِ تكتبي من جديد
من انبعثاث الشتاء ذات جليد
أو من قيض صيف وغد بليد
أما الخريف فلا تقربي أرضه
يتساقط من علو نبضه
و لا يصلي فرضه !
و أنت صلاة حب و أغنيةُ هيام
تحايا شوق لك على مرأى الأنام
كوني بسلام ..