بطريقة أو بأخرى نرتجي وصلاً كل مرةٍ نصنع بها صنيعًا لا يسمن ولا يغني جوع أرواحنا .
نحن نستعطف تفاعلاً من هذا وذاك دون النظر إلى الماهية أو المرجعية، ثم أن التقنية باتت قبعاتنا لجمعِ أكبر عدد ممكن من الفكّة، لا هي أطعمتنا ولم نكتفي بها أبدًا.
"من راقب الناس مات همًا" كان ماضيًا بائسًا حسب الاعتقاد الدارج، فأصبحت من راقب الناس أعطاه اسمًا وشهرةً بين صفوف المرتجين.
وإلاّ كيف بمثقف فذّ أن يسارع إلى استجداء لقطة تذكارية مع فقير الكلمة والمعنى والأداء المهم أن يثبت "أني هنا"
والزحام حول ممتلئي الأشداق لسرقة نظرة مجهولة يقيمون لهم احتفالاً تجعلهم أكثر احتفاءً بخبراتهم الفارغة.
عزيزي سناب شات ها أنا أبدي زينة حياتي أمام الخلائق فأكرمني بالتصفيق وسأمثّل الخجل أمامك نجاحًا وتألقًا للاشيء.
سأبحث كثيرًا عن حِكَم القول لأنثرها على صفحات الانستغرام وليعتقد المراقبون أني متنبي العصر الحديث ولقمان الحكيم تحت قبعة وقاري.
وعظماء اللحظة ناشروا الرحيل كل آن، سأرحل عن عالمكم غير مأسوفٍ على معرفتكم، وحقيقته انتظر لا تفعل، كيف ترحل وتتركنا! من نحن بدونك فيمتلأ كالبالون يتدحرج واهمًا بالأهمية المطلقة.
قِسْ أن الأثر سيتركه الخطى الحثيث ولو بعد حين من الزمن وإلاّ لما اغتنى فان جوخ بعد وفاته.
ونزعة الإنسانية المتقدة والمعرفة اللماحة ستلتقط رائدي الجودة في عالم يفوق التواصل والاتصال بمئات المسافات الضوئية.
لأن الإعجاب الذي تستجديه الحاجة إلى كلمة غزل أو إطراء يزول أثره مع إعجاب آخر، وحاجة أكثر إلحاحًا، أو ليس الفتى من قال: ها أنا ذا؟
شذى عزوز
سيدة الميزان