أنامل المرء العشرة معجزة الخالق . صنعها – سبحانه – بصيغة معبرة عن عديد أمور , يفطن لها كل فطين ويسهو عنها كل ساه , تقبض بها الخير حيثما تجده , وتبعد بها الأذى حينما تحسه , وتطبع بها بصمة في ذهن الحصيف أو لب اللبيب .
أنامل المرء منا ترتسم عليها خطوط رقيقة جدا باهتة الملمس ولا تكاد ترى , لكن تلك الخطوط رغم كل اختفائها وتواريها إلا أنها أكثر مايمكن أن يبقى وأوضح مايمكن أن يرى , إذا أراد الشخص ذلك وإذا لم يرد فستبقى خطوطا كأي خطوط ترتسم على يد طفل رضيع أو ميت مسجى !!
البصمة ..
البصمة أيها السادة ليست مجرد مفهوم يستخدم لإثبات حضور في حقل العمل أو إثبات جرم ما أو البراءة من آخر أبدا ليس هذا هو المفهوم المحدود للبصمة .
المفهوم أوسع وأشمل وأعم من كل ذلك , إننا نستطيع أن نطبع بصماتنا على أي فرد نشاء ؛ فإما أن نعتق عقله من أغلال الجهل والضلال فنأخذ بيده لفضاء المستقبل الواثق , أو أن نبني في مؤسسة ما كيانا من الديناميكية والنظام الذي يرقى بها للأعلى بعد أن كانت تغوص في وحل البيروقراطية والذي بدوره قدمها لمصاف المؤسسات الفاسدة , أو أن نزرع بكلمات بسيطة حقولا من التفاؤل والأمل في نفس إنسان محبط أو مشتت , أو نرسم البسمة على شفاه أيبسها الجوع وشققها العطش .
المهم أن نترك بصمة واضحة في أي كيان بشري أو غير بشري يثمر يوما ما ويزهو بالنتاج , وحذاري أن نطبع بقعة دم على حياة أحدهم يصعب محوها أو يستحيل حتى ولو صببنا عليه ألاف الكلمات المنمقة فلا فائدة من كل ذلك فقد ( سبق السيف العذل )
بقلم :
توفيق محمد غنام