قسما بمن خلق السما وبناها
والأرض من بالغيث قد أحياها
وبأمره قد أخرج الماء الذي
في بطنها وسقا به مرعاها
وأنار قلبا حين أعمى أعينا
وأرى الجبال الشم قد أرساها
إني لأطرق باب كل فضيلة
وأرد كل رذيلة وهواها
وأعز نفسي عن سؤال مذلة
أو حاسد أو جاهل بمناها
وأردها عن غيها وضلالها
إن حدثت يوما بغير هداها
أنا لم يعد همي بنفسي مثلما
همي بأمتنا التي أهواها
في كل صبح أو مساء والردى
يهوي بها في مهدها وصباها
وأ عوذ من نفسي وأكظم غيظها
وأقول أين مكانها وعلاها
نصفين صار القلب من أحوالها
أو لا يخاف الناس من عقباها
نصف مع الجرحى ونصف ساهر
يدعو لها في ليلها وضحاها
ويقول والأيام تسرق نبضه
والنفس تشكو حزنها وأساها
حتى متى يارب تسكب أمتي
دمع الخنوع على ثرى قتلاها
وإلى متى تشكو لمجلس خوفنا
من ذلها وهوانها بلواها
والله لو للشمس في جريانها
أمر لما عادت تنير سماها
أو أن للبدر المنير تحولا
لشكى هوان شعوبها وشكاها
ما أكثر الباكين حول خيامنا
أم تموت وأمة تلقاها
فالنازحات كأنهن من الأسى
أعواد أثل والربيع جفاها
يا أمتي طال الحصار وأنفس
ما قد كفاك من الدماء كفاها
لله مانشكو فهيئتنا التي
نشكو لها سكرانة تتباهى
صبرا فإن الله ينجز وعده
إن العواقب عزها أخراها
فالله ينصر أمتي ويعيدها
والله جل جلاله يرعاها
شعر متنبي العصر
الأديب الروائي والقاص والشاعر