سبحان الله أحداث السودان الآن المؤسفة أتت في وقت بدأت تتزايد فيه فرص الوصول إلى حلول للأزمات في الدول المجاورة، وكأننا ابتلينا في وطننا العربي الذي ما إن يبدأ جرح فيه بالاندمال حتى يظهر جرح آخر. والتجربة التي عاشها اليمنيون والسوريون خلال السنوات الماضية ينبغي أن تشكل درسا يستفيد منه السودانيون ليجنبوا بلادهم شرور الحرب ومساوئها.
هذا الوضع المأساوي أصابنا بألم كبير وصدمة عظيمة، وذلك لمعرفتنا بإخواننا السودانيين الذين عهدناهم أبعد شعوب المنطقة عن العنف وأكثرهم تمسكًا بالسلم والأمان. عرفناهم بثقافتهم العالية ويعملون في مختلف مجالات العمل عندنا. فنعم والله القاسم المشترك بينهم هو الاحتفاظ بفضيلة الصدق بصدورهم النقية العامرة بالحب، وحفظهم لمواقف قادة المملكة الذين كانوا بالقرب منهم في كل الظروف، وهي مواقف لم ينسها ذلك الشعب الذي عرف بالوفاء وحفظ الجميل وعدم الجحود،إذاً مملكتنا الغالية على إمتداد تاريخها، أثبتت نجاحها في إدارة الأزمات بكل اقتدار في كل مكان وزمان، وأصبحت بفضل من الله تملك مفاتيح النجاح باتخاذ القيادة الرشيدة القرار الحكيم والسريع في الوقت المناسب لجميع الأزمات، ولم تأتِ مفاتيح النجاح للمملكة في الأزمات من فراغ، بل لتاريخ من التجارب، والتعامل والخبرات في شتى المجالات السياسية والانسانية والاقتصادية.. وخاصةً عندما يتعلق بالمواطن سواء في الداخل أو الخارج فإن الأمر لا يحتمل التأخير حتى لدقيقة واحدة، ولكن في مقالي هذا لاأدري ماذا أكتب وماذا اقول؟ موقف المملكة العربية السعودية مع أبناء شعبها في الخارج... بصراحة كم أنتي يامملكتي عظيمة ومفخرةً لنا وبكلمتك الحازمة، فهنا أعلنت المملكة العربية السعودية، عن تنفيذ القوات البحرية لأكبر عملية إجلاء دولية في التاريخ، وذلك بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
بعملية إجلاء مواطنيها وعدد من رعايا دول شقيقة وصديقة بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون من السودان، بعملية نفذتها القوات البحرية الملكية السعودية.
وفي مبادرة فريدة من نوعها، عندما أعلنت السعودية عن فتح أبواب سفارتها لكل بعثة أجنبية تحتاج إلى الإجلاء، حيث تحرك عدد من البعثات الأوروبية نحو السفارة السعودية لتسجيل أسمائهم ضمن عملية الإجلاء، نعم والله يشهد جميع العالم بأن المملكة العربية السعودية صاحبة أفعال وليست أقوال، وأن الجواز الأخضر السعودي الأصيل ليس له مثيل.
إذاً رسالة للعالم توجهها المملكة لإهتمامها بالانسان السعودي أينما كان وفي نفس الوقت إعطاء الاهتمام للإنسان بشكل عام من منطلق إنساني بحت مجسدة روح التسامح، هذه هي مواقف القيادة في المملكة وديدنها فهي استضافت كل العالقين السودانيين المعتمرين منذ بداية الأزمة. إنها قمة النجاحات التي تحققت في إجلاء الرعايا السعوديين من السودان، نعم إنها قصة تروى للأجيال وتكتب بماء الذهب ، حيث اتسمت إدارة الأزمة المتعلقة بإجلاء الرعايا بالنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي مع وزارة الدفاع والقطاعات الأمنية ونقل جميع الرعايا الذين وصلوا إلى جدة بعد إجلائهم من السودان، وإستقبالهم بالورود، ومن ثم إلى الفنادق المخصصة لهم، ولا يمكن أن يمر موقف عالمي أو حدث كبير دون أن يكون للسعودية وقفة إنسانية لأنها جعلت هدفها الإنسان أولاً.
همسة
ارفع راسك إنت سعودي
طيبك جاوز كل حدودِ
مالك مثيلٍ بالدّنيا
غيرك ينقص وانت تزودِ