يسعدني كثيراً حينما اشاهد المشاريع الحكومية هنا وهناك ، ويؤسفني كثيراً تاخر بعضها ، وقد كنت في زيارة لأحد المشاريع الملاصقة لمسكننا وقابلت احد أهم المهندسين المشرفين على هذا المشروع وطرحت عليه بعض التساؤلات التي وددت ان استنبط من خلالها إجابة على السؤال الأهم وهو لماذا لم يتم إنجاز المشروع خلال الفترة الطويلة الماضية منذ بدايته ؟ وهذا هو ديدن أغلب المشاريع المتعثرة .
وقد ذكر المهندس في ثنايا إجابته بأن المشروع قد تم إستلامه واعتماده من الدولة مباشرة بعد ترسية العقد على مؤسستهم ذات الإمكانيات البسيطة بحسب ما نشاهده من خلال خطة سير العمل مع العلم بأنه قد تم إنجاز احد المشاريع الثانوية الاخرى بنفس الإمكانيات الخاصة بهذه المؤسسة وعن طريق ترسية عقد المشروع الاخر على نفس المؤسسة وفي غضون ايام . وهنا سؤال جوهري يطرح نفسه !
أما السؤال الأهم من هو المسئول عن كل هذا التأخير مع العلم بانه ليس المشروع الوحيد المتأخر في مملكتنا الحبيبة والإمكانيات متاحة من الناحية المادية والبشرية متوفرة .
وهنا استشفيت من خلال إجابات المهندس لأسئلتي بأنه لايستطيع البوح بكامل الإجابة كون المؤسسة مصدر رزق له ولأبنائه وانه قد يتسبب له في الضرر بشكل غير مباشر باجاباته على تلك التساؤلات له ولعائلته ولكنني بعد ان وعدته بسرية المعلومات أجابني اجابات مقتضبة لم استنبط من خلالها سبب التأخير ، ولكن تبين لي بان هناك تقصير واضح وخلل كبير في الدور الرقابي الذي كان من الاولى أن يكون حافزاً وطنياً لإنجاز اكثر المشاريع المتعثرة شرط أن لا يتم ترسية أكثر من مشروع على ذات المؤسسة مالم يتم إنجاز المشاريع السابقة . وبعد هذا على تلك المؤسسات والمقاولين والمتعهدين استيعاب أن الفساد قد ولى وأن من لايصون مقدرات وطنه لن ينجو كما قالها ولي عهدنا الأمين حفظه الله
الكاتب : جمال العمري