لست بصدد مقارنة طبيب بطبيب آخر، ولكنها محطات ومواقف تستحق التوقف عندها والإكبار لها، وتقديم أقل القليل في حق هؤلاء الأطباء المشرفين لمهنة الإنسانية، مهنة الطب السامية والعريقة والتي تتعامل مع أكرم ما خلق الله عز وجل (الإنسان).
ربما أنني أردت هنا أن أسجل احترامي وتقديري لنموذج من تلك الشخصيات الطبية في مملكة الإنسانية، وندعو الله أن يكثر من أمثالهم بغض النظر عن جنسياتهم وهوياتهم، فالأطباء يعملون لخدمة الإنسانية،
ففي مقالي هذا حدثني سائق سوداني يعاني من ألم شديد فيقول، ذهب لمستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر في جدة حيث وجدت الاهتمام والرعاية الطبية من قبل المستشفى، والخلاصة في مقالي هذا من لايشكر الناس لايشكر الله، ودائماً أقول للذي أحسن أحسنت والذي أساء أسئت لنفسك ولغيرك، فهذه نادية الطبيبة الباطنية التي كشفت عليه تزاول العمل بكل معانى الإنسانية، فهي تعامل المريض وكأنه الوحيد لديها وتوليه كل اهتمام ورعاية، وتخفف عليه هواجس ما يشعر به المريض ومن شدة إهتمامها بهذا المريض الذي لاحول ولاقوة له، وبإنسانيتها ورفقاً بحالة هذا المريض وبمبادرةً منها أبت إلا أن أعطته رقم جوالها الخاص لاي إستفسار من المريض ومتابعتها له فتحية للطبيبة السعودية (نادية) بمستشفى الملك عبدالعزيز، فاقول من هذا المنبر للطبيبة الباطنية نادية، نعم لقد اعطت دروسا لزملاء المهنة، بجدية المتابعة والمراقبة، ليس لشيء، بل فقط لأنها إنسانة ابتعدت عن التصرف كطبيبة وانتهى بها الأمر فقط،بل أحسنت بكل الإنسانية إلى معاملة المريض والرفق به.
فنعم والف نعم هكذا يجب أن يكون الطبيب أو الطبيبة إنسانًا قبل أن يكون طبيبًا موظفًا.
وأخيراً أنا ككاتب أستنتجت من معاملة هذه الطبيبة،بأن الجميع يدرك طبيعة الضغوط والمتاعب التي يعيشها من يعمل في المجال الطبي، والطبيب من أهم الأفراد الذين يحتاجهم كل مجتمع، ونرى في بلدنا أطباء وطبيبات سعوديين على درجة عالية من المهنية والإنسانية، يعطي كل مريض حقه، يصبر عليه ويصغي إليه، ويتعامل معه بأسلوب طيب، وضمير نقي، إذاً
ربما تكون أفضل طبيب بممارستك مهنتك تحديداً، ولكن تكون أعظم طبيب عندما تهتم بكل مسئوليتك وإنسانيتك اتجاه مرضاك، والأجمل أن تكون سبباً بعد الله في شفاء مريض وعودته لممارسة حياته مرة أخرى.
*همسة *
“الطب بلا إنسانية كالصلاة بلا وضوء