حتمية إدارة الأثـــــــر .
عبارة ملفتة للنظر ، ومصطلح قد يبدو قديماً ومعلوماً إلا أنهما تستحقان التوقف والبحث والفهم والاستفادة والإفادة ، هاتان العبارتان وصلتا عبر رسالة واتسية من صديقي د.بن عفيف عبارة جميلة مصطلح هام ، ورسالة لطيفة ، من شخص ألطف .
عموماً لست هنا في مقام التغزل بصديقي الذي يستحق ، ولا بالعبارة الذي يستحق الإشادة ، ولا بالمصطلح الذي يحتاج إلى توضيح ، وهذا فعلاً ماسأقوم به بعد تغزلي بصديقي ، أتحدث عن موضوع يهم كل قطاعات المجتمع ، سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة ، وكذلك المؤسسات الربحية وغير الربحية والخيرية ، ويشمل ذلك المؤسسات المانحة وغيرها ، وايضاً يدخل في الجانب الشخصي الفردي . وهو ( حتمية إدارة الأثر !!)
يظهر مصطلح (الأثر ) في الآونة الأخيرة بشكل ملفت ومتكرر ، كإدارة الأثر ، والابلاغ عن الاثر ، وتعظيم الأثر ، وقياس الأثر إلى غير ذلك من الكلمات ضعها قبل كلمة ( الاُثر) ، ولا غرابة في الأمر ، أمام هذا الحراك نحو تحقيق أهداف تطورية مستدامة ، تتواكب مع التطورات المتسارعة المحلية الدولية ، والتي تتوائم مع الأهداف والرؤى ، وقبل ذلك سبب وجودنا ، في الخلافة في الأرض ،وإعمارها.
نحن اليوم في أوقات لم يسبق لها مثيل أزمات صحية ، واقتصادية وأزمة في البيئة ، و ازماتغ في عالم الأعمال، إدارة الأعمال، وقيادة الأعمال،ثورات صناعية متسارعة ، وثورات صناعية أولى ، وثانية ورابعة ، أوصلتنا الى الانترنت والذكاء والاصطناعي ، وغداً تورة خامسة وهي: -
الأثر والثقة
وتظهر أهمية (إدارة الأثر ) لكل من أراد التغيير أو التحسين أو الإصلاح والاهم الاستدامة ، حيث تعد إدارة الأثــر هي الأكثر أهمية في الوقت الحالي علي السواء لكل من قطاعي المؤسسات أو المنشآت التي تحقق ايرادات ، فعندما يصبح قطاعاً أكثر أثــراً سيؤدي ذلك بشكل مباشر الي تحقيق ايرادات .
كما تظهر أهميته للمؤسسات غير الربحية حيث تحصل علي الموارد وتحولها إلى أثر .
وإدارة الأثـــر هي (مجموعة من الممارسات والقدرات التي تدعم تكيف البرامج التي تقدمها اليوم لتحسين الأثر في المستقبل من خلال التعلم مما قمنا به في الماضي ) مايكل دوغان .
قياس الاثر + التحول (الرقمي ..الخ)= إدارة الأثر
ويمكن إيصال المفهوم من خلال ( جدد ، طور ، تفوق )
وقد يتشابة مصطلح إدارة الأثر بالمخرجات والنتائج حيث يمكن ملاحظة النتائج والمخرجات وحسابها إلا أن الأثر يقدر تقديراً.
قد يبدو أن المصطلح مبهم ، وفهمه معقد ،وتطبيقه يستحيل ، ولتوضيح الفارق بينهم ، لدينا سباق ماراثون دولي فإذا سألت كم عدد المتسابقين فهذا يعني ( المخرجات ) .
واذا اردت معرفة عدد الذين أنهو السباق فهذه هي ( النتيجة ).
أما سألت عن كم عدد الذين أنهو السباق على أكمل وجهه ؟ فهذ يعني ( الأثــــر).
وعلي هذا …فإن إدارة الأثر تمر بمراحل أو حقيقة إنها ( رحلــة ) التي تبدأ من الخطة الإستراتيجية ، مروراً بخرائط البرامج و المستفيد منها ، ولوحةالنتائج وأثرها بكل شفافية .
هذه الرحلة تتطلب عدد من القدرات تحدد نضج الإدارة والعمل بكفاءة وفاعلية، من خلال البناء المستمر للشواهد وتطوير الخطة الإستراتيجية ،واستخدام التحليلات ، وممارسات قياس الأثر. أضف إلى ذلك وجود إدارة مالية متكاملة تعمل بشفافية في التكاليف والأثر ، ودمج النتائج ، والتمويل القائم علي النتائج ، بإستخدام الادوات الرقمية وجمع البيانات الميدانية ، والاستفادة من التغذية الراجعة .
وتبقى أن أؤكد على أن إدارة الاثر تتطلب تبني من قيادات المؤسسات أو المنشآت الربحية وغير الربحية لتفعله ، بعد وضوح وتوضيح السبب وراء اجراء التحول ، مستثمرين الوقت وليس المال ، مستعدين لمواجهة تبعات وصعوبات ومعوقات التغيير ، وفق اجندة للتعلم ، باستخدام الادوات التقنية الحديثة ، تتوافق مع معايير الأثر لأهداف التنمية المستدامة
إن الحديث عن ( إدارة الأثر ) يطول لكثرة سياساته وبرامجه ، حيث يمكن اضافة إلى ماذكر ، قياس الأثر للمشاريع ، تأهيل المنظمات أو المنشآت ، ودمج الأثر بالإستراتيجية وغيرها يمكنكم الإطلاع أكثر حول هذا الموضوع ، فقد حاولت إلقاء الضوء ومشاركتكم الفائدة ….
أما أنا سأعود لصديقي العفيف الدكتور عبدالله .. لشكره على إثارة هذا الموضوع ، الحيوي ولا مانع بقليل من الغزل .
( لعلنا نصل لكل مؤسسة قادرة على إدارة أثرهــــا )
.
تحياتي :
د_عثمان_عطا