ظاهرة الارهاب والتطرف انتشارها جاءت نتيجة عوامل كثيرة ، ولايمكن لنا التجاهل عن عدم الوعي الصحيح والفهم السليم للنصوص الشرعية أنه كان سببا رئيسيًا في ذلك .
فمن هنا نجد أن أعظم دولة شهدت جرائم الإرهاب المملكة العربية السعودية في السنوات الماضية لريادتها للتضامن الاسلامي المنبثق من خدمتها للحرمين الشريفين ، وقلوب المسلمين جميعًا في مشارق الارض ومغاربها تتعلق بالحرمين الشريفين ، فضرب السعودية يأتي من المفهوم الساذج أن الاستيلاء على الحرمين بالأعمال الارهابية نصر للمجرمين المفسدين .
وعندما نتحدث عن السعودية وجهودها في محاربة الارهاب سواء فكريًا او عسكريا علينا جميعا ان نتذكر انها شهدت أعمالًا ارهابية متسلسلة في السنوات الماضية .
إن المملكة تعرضت إلى ٣٣٥ عملية إرهابية منذ العام ١٩٧٩م ، وتمكنت الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب من إحباط ٢٢٩ عملية ، وكانت العمليات تتم عبر العبوات المتفجرة أو الأحزمة الناسفة .
إن عدد الضحايا من الأجانب لهذه العمليات ١٥٩، والمصابين ١٠٤٧فيما بلغ عدد الضحايا من المواطنين ٣٣٨ والمصابين ١٣٨٨.
فالمتأمل لقراءة الأرقام السابقة من الضحايا والمصابين شملتهم الأعمال الإرهابية دون تفرقة مقيم ومواطن وزائر ومسلم وغيره كلهم في منظور واحد أمامها .
ولكن ينبغي أن لاننسى حادثتين العالم بهما على أرض الحرمين الشريفين ، أعظم بقعة في الأرض ، تشد إليها الرحال للمدينتين العظيمتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، الأولى منها بينما كان المسلمون في شهر رمضان يتوجهون إلى الله بصيامهم في ٢٩ من رمضان ١٤٣٧هـ فإذا بإرهابي معتد اثيم ينتهك قدسية المسجد النبوي الشريف والذي يضم روضة من رياض الجنة قبل صلاة المغرب يفجر نفسه بحزام ناسف أمام المسجد مما أدى إلى استشهاد ٤ من رجال الامن.
والحادثة الثانية أمام الحرم المكي الشريف في آخر جمعة من رمضان المبارك في ليلة ٢٩لعام ١٤٣٨هـ ، أرادت الفئة الضالة المضلة زعزعة أمن وقدسية بيت الله الحرام باستهداف المعتمرين والمشاركين في ختم القرآن الكريم ، ولكن بفضل الله ثم بجهود الأجهزة الأمنية والتي تقوم بتنفيذ أوامر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين - حفظهما الله - لحماية الطائفين والعاكفين والركع السجود قامت للتصدي للعملية دون الوصول إلى بيت الله الحرام فأسفرت عن موت الإرهابي بتفجير نفسه نفسه من خلال المداهمة والملاحقة .
والأحداث الارهابية في السعودية بمدنها كثيرة كما في تفجير أبراج الخبر ١٩٩٦م وغيرها من الاحداث الأليمة التي شهدتها السعودية.
واصدار القضاء السعودي الحكم باعدام ٨١ ارهابيا في السعودية جاء نتيجة استناد الى أدلة شرعية وكذلك المملكة العربية السعودية لها السيادة في النظر الى مايحقق الأمن والاستقرار للمواطن والمقيم والزائر دون وصايا خارجية .
المملكة العربية السعودية تحارب الارهاب قولا وفعلا من خلال برامج ومشاريع شهد لها العالم تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا