يا سيدة الحرف توسلتِ إليه ألا يقف بين قامتك و ظلك
و بين قهوتك و شفتيكِ ..
توسلتِ إليه في ذات اللحظة التي كان يتوسل فيها الشعر إليك بأن ترحمي امرأة وقفت على الضفة الأخرى بكت طويلًا و ودت لو أنكِ تسمعينها ..
انتحبت على أعتاب كلماتك .. و انهمرت .. إلى أن غدت زجاجة عطر مسكوبة ! تنزف فيشم العابرين عطرها
تبكي فيتغى الناس بشِعرها .. هي ضفة أضاعت مجرى نهرها و هي امرأة لحنها موسيقى كسرها !
هي امرأة وقفت تبحث عن وطن بين كلماتك في ذات اللحظة التي طالبتِ فيها بعدم احتلالك ! هي امرأة كانت ترجو وصالك لتتبارك " بخرزة " حرفك الزرقاء التي علقتها على صدرها لتنجو بالتمائم و الرقى ، ترجو وصالك لتشرب من خمور بحورك الزرقاء .. علها تنسى ، علها تهدأ ، علها تتحرر ! فأين نخبك ؟
هي امرأة وقفت تبحث عن كتب لتقرأ شيء ما ، و عن قلم لتكتب شيء ما ! هي امرأة واجهت الكلمات أسوة بك .. هي امرأة سافرت دون بوصلة .. استلقت على الموانئ و تقلبت فوقها و نست أن تعود لوطنها و لم تبحث إلا عن المنافي .....
إلى أن استيقظت هذا الصباح على شِعرك !
فكنت وطن لها و أنتِ لستِ سوى أوطانٌ للنساء ...
هي امرأة وقفت تهتف بكِ لكِ ! و هل من تستوقفينه يقاوم الثبات دون جموح ؟ فماذا عساها أن تبوح تلك التي توضأت عند محرابك لتطهر من الجروح ! و تلك الأخرى التي غنت و هي تدنو من مسرحك بصوت مبحوح و بحلم مهاجر مذبوح .. فيا آية الحب و يا تعويذة الروح و يا اعتلاء الشعر مجد و صروح ..
يا تلك الوردة الناعمة التي خاضت في معترك السياسة و نامت في أحضان القصيد .. يا حلم الغيم و المطر !
و يا حاء الحرية و الحياة .. من أن أين تبدأ الأنثى مسيرتها من اكتناز الحب ؟ أم من اكتمال المنطق ... و من أين تكتب الشاعرة قصيدتها من بحور أغرقتها أم من قوافي أنقذتها ! فيا أسطورة كل العصور ، و يا نور انتشت به السطور .. إني مضيت إليك وقد رافقتني تلك المرأة التي تباركت بحرفك و بخرزة قادتها إليكِ ، كنت أكتب لك كلما تقدمت خطوة ، كنت أكتب لك دون هوادة أو توقف ، فكل ما بي كان صاخب ... فهلّا قرأتني ..