من وسط صحراء نجد شع نور دولة قامت على تعاليم الدين الإسلامي الذي شهد لها التاريخ بملاحم بطولية من أجل إعلاء راية التوحيد وتكون مقر الحكم والعلم التي تعتبر اللبنة الأساسية للمملكة العربية السعودية، بقيادة الإمام محمد بن سعود رحمه الله، الذي استطاع توحيد البلاد ونشر الأمن ومحاربة الجهل والقضاء على الفتن بعد عدة قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وإعلاء من شأنها وجعل لها مكانة مرموقة في شبه الجزيرة العربية بتأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها "الدرعية" في عام 1139هجريًا، التي أصبحت مترامية الأطراف وذات موقع جغرافي متميز ومصدر جذب اجتماعي وفكري واقتصادي وثقافي.
بمناسبة هذه الذكرى العظيمة نحتفل اليوم 22 / 2022 بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى الذي يعد يومًا مميزًا في جميع أرجاء الوطن، حيث يحتفل الصغار قبل الكبار، بهذا اليوم الذي سَيُخلد في أذهانهم كيف كان وطنهم وكيف أصبح بفضل الله ثم بفضل جهودات وبطولات الإمام محمد بن سعود رحمه الله، ومصدر فخراً لهم واعتزازًا بانتمائهم لهذا الوطن العظيم المليء بالبطولات والتضحيات على مدى القرون الثلاثة.
يعتبر هذا اليوم الذي يشهدهُ المواطنون والمواطنات من جميع الفئات العمرية العطلة الرسمية لتعزيز شعور الانتماء للوطن، والاحتفاء به والإيمان بقدرة الشعب السعودي على صناعة مستقبل مُشرق، على غرار الأجداد الأبطال الذين قاموا بتأسيس دولة ضمن أصعب المراحل التاريخية، وتعزيز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة العظيمة وترسيخ الإرث الثقافي والاجتماعي، والاعتزاز بالجذور الراسخة للمملكة العربية السعودية منذ التأسيس، والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتها.
يعتبر يوم التأسيس رسالة ينقلها الآباء إلى الأبناء لبناء جيل مُلم بتاريخ بلاده وعظمة أجداده على مر العصور للمحافظة عليها والدفاع عنها،وتحمل المسؤولية، والسير على النهج والتمسك بالهوية الوطنية وهي شعار التأسيس المكونة من رموز ذات دلائل لا تُخفى على أحد وهي مصدر فخر لنا وللأجيال التي بعدنا ويشير كل رمز إلى حدث بعينه لترسخ في الأذهان وتُخلد في التاريخ.
" يوم بدينا صنعنا بطولات ورفعنا الراية لتبقي للأجيال القادمة"
وفي ختام المقال نشكر الله - عز وجل- ونحمده على هذه النعم في هذا البلد المبارك المُعطاء بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث نعيش في أمن وأمان ورخاء، التي تستوجب المحافظة عليها وعلى أرثها وعلى تاريخها وهويتها الوطنية وكيف كانت بلادنا، وكيف أصبحت اليوم من تطور وحضارة ورقي، حفظ الله بلادي المملكة العربية السعودية من كل سوء وجعلها شامخة نحو السماء.