كما أن للجمال نسبية؛ وهو مايتعارض مع الحقيقة المطلقة التي تُنَدْد بتأكيد الأشياء أو نفيها، وإدراك الحقائق يعتمد بالضرورة على مستوى الفِكر واتجاه وجهات النظر نحو العموم أو الخصوص.
بالإضافة إلى تدخل المشاعر والتفضيلات والغايات في ذلك الحُكْم الذي لن يختلف العامة على ضمنية جمال المقصود بذلك.
يصدف أنه في اللحظة التي اقتلع فيها الألم جذور الصبر وأثار حفيظة المقلة كي تذرف ما بها من مكنون؛ آزره صوت الرثاء على النفس وما تَحْمِل من أخْرَاج على ظهرها أذاب مفاصله من الوجع،
تلاها سؤال مفتوح الزوايا: كم نسبة الألم التي تشعر بها؟
على ذات المبدأ أقول.. أن الألم مسألة نسبية.. كيف هذا؟
تتدخل هنا فلسفيات الشخصيات والعوامل الوراثية التي تتطبع بها، فهناك الشاكي الباكي.. وهناك ضحية الحياة المولود على هامشها.. وهناك عنترة الزمان الذي يأبى أن يشكو سيفًا يطعنه مئات المرات.. وهناك الصابر والراضي والمحتسب.
كم تقيّم الألم نسبة إلى صبرك وجَلَدِك؟
رَشْحٌ وعطستين تُلْقي بجثة ذاك الهائل على الفراش لا يقوى على الحَراك؛ ألمه بالغ..
أمٌ وضع وليدها مشقوقٌ بطنها لا تتساوى مع أمٍ وضعته بعد أن تفتقت عظامها.
عَصَبٌ صغير أقعد عن الحركة ربما يؤلم، وربما يبالغ صاحبه لأنه مدلل، أو لأنه يصبر أكثر مما يجب..
كيف تقيّم ألمك نسبة إلى أن مايؤلمك قد يقتل غيرك!!
كونكِ أنثى فالألم لديكِ مضاعفٌ عن الذكر لأن أليافك العصبية ضِعف ما لديه سيجعل منكِ ترقصين على أطراف أصابعك.. هل يبدو عليكِ ذلك؟
حتى الحزن والقلق والتوتر مصادر خفيّة للألم.. قيّم ألمك واذهب لعلاجه؛ إنما الألم صراخ الجسد "أنجدني"