دخل علينا شهر ربيع الأول هذه السنة وهو شهر عظيم استمدَّ عظمته من ولادة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الشهر فاستحق أن يكون عظيماً مميزاً عن باقي شهور سنتنا الهجرية .
وتاج العظمة الذي لبسه الرسول الأكرم إنما ألبسه إياه الحق جلَّ جلاله ، فهو تعالى من عظمَّ نبيه ورسوله وليس الخلائق فلو اجتمع الخلق بأولهم وآخرهم على صعيد واحد ليعظموا الرسول مابلغوا ولو شطر آية مما عظمه الله به فقد قال عنه في كتابه العزيز :( لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلً ) والتعزير في اللغة هو : الإجلال والتوقير هو التعظيم وهذا الفعل لا يستطيع أن يقوم به إلا مؤمن صادق عامل . ومن الأحداث التي تدّلُّ على عظمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو ماجاء في حديث جابر ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في مكة عند الحجون وكان حزيناً مكتئباً فأتاه جبريل عليه السلام والرسول رافع يديه إلى السماء ويدعوا : " اللهم أرني آية لا يُحزنني من كذبني بعد اليوم " ، فقال جبريل : نادي على أيَّ شجرة من هذا الوادي فنادى رسول الله شجرة فجاءت تخِّدُّ الأرض خدَّاً ، ووقفت بين يديه متذللة وسلمت عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثمَّ أمرها فرجعت مكانها .
وكلنا يعلم بأنَّ الشجر والحجر والحيوانات وجميع الكائنات غير مكلفة شرعاً بعبادة إلا الإنس والجن ، ولن يفهم الحكمة والمغزى من هذه الحادثة إلا أولي الألباب ممن يقول إذا سمع النداء : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ، ولأنَّ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو مبعوث رحمة للعالمين ، والعالمين هو جميع الخلائق قاطبة والعالمين أيضاً هي عالم الدنيا وعالم الآخرة أيضاً ، وهو رئيس الخلائق في اليوم الآخر : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي يُصدّق الحق على شهادته لجميع الأنبياء والرسل وهو المقصود : ( من كل أمة بشهيد ... ) أي انبياء الأمم فهو عظيم بالدنيا وعظيم بالآخرة أيضاً لأنه صاحب المقام المحمود الفريد الأوحد حبيب الرحمن ونبيه ورسوله .
وأمّا نداء النبيّ للشجرة فالحكمة المراد منها هي من يُسارع إلى تلبية نداء الرسول الأعظم فاز بالقرب منه ومن تباطئ وتلكأ في حضوره فقد ضاع وأضاع نفسه ، وسبب حزنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو تكذيب قومه له وبعدهم عنه وهو يريد لهم الخير والنجاة ولكن صُمَّت الآذان وأغلقت القلوب .
اللهم أكرمنا وبشرنا بقبول نبيّك لنا فإننا نشهدك أننا نحبه ومن الذين يلبون النداء .
- 02/05/2024 الأكاديمية السلطانية للإدارة تسهم في تعزيز الجاهزية المستقبلية ونقل المعرفة لمؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان ودول الخليج العربي
- 01/05/2024 كرسي أرامكو للسلامة المرورية يطلق دورة تدقيق سلامة الطرق بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
- 30/04/2024 الوزير الفضلي يشهد توقيع (10) اتفاقيات لتطوير استخدامات المياه المجدّدة ودعم الحلول التقنية والابتكار واستدامة الإنتاج الزراعي بالمملكة
- 28/04/2024 وزارة الرياضة تشارك في واحة الإعلام بالتزامن مع استضافة المملكة لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي
- 24/04/2024 توقعات ان يصل سوق الولاء في المملكة الى أكثر من 1.6 مليار دولار خلال اربع سنوات
- 24/04/2024 140.7 مليون دولار أمريكي إجمالي التكاليف الاستثمارية لشركات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في المملكة المغربية
- 23/04/2024 نادي محايل الرياضي وبلدية المحافظة يوقعان عقد شراكة
- 23/04/2024 بتنافس أكثر من 270 مشاركًا.. وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقيم الحفل الختامي لجائزة الإبداع في نسختها الثانية.. والجاسر يكرم الفائزين
- 21/04/2024 ” الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل
- 21/04/2024 مسعود رد الجميل … عرفانًا بحقوق كبار السن بتوجيهات الرئيس وتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه من صندوق “تحيا مصر” لدعم صندوق كبار السن
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي
من قصاصاتي ……. (صاحب العظمة )
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/261462.html/
1 comment
1 ping
شـــقــــرديـ
08/10/2021 at 6:34 ص[3] Link to this comment
صلئ الله عليه وسلم
روووووووووووعه